حذاري من ظهور العنصريين والطائفيين والمنتحلين والمحرضين على وسائل إعلامنا

حاتم الكسواني

اثارني ماحصل الليلة من ضيف المذيع مهند القسوس ، مذيع قناة رؤيا المميز ، حيث وعلى ما اعتقد بأن ضيفه الذي لم أستطع إلتقاط إسمه قد فاجئه بشن هجوم على حزب الله متهما إياه بتوريط لبنان بحرب لاقبل للبنان عليها .

بصراحة لم احب حجة انقطاع الإتصال أو الخلل الفني الذي أصاب الصوت لإنهاء المقابلة ، وانا متأكد بأن هذا القرار كان قرار غرفة التحرير أو المخرج الذي لا يجوز له التدخل في هذه الحالة … والذي أعرفه أنه لو ترك هذا الرجل للمذيع الذكي والمحاور الجيد  مهند القسوس لعلمه درسا لن ينساه طوال حياته .

وبكل الاحوال فإننا بناء على هذه الحالة نسوق الملاحظات التالية :

اولا لا يحق لكل مدٍع بالمعرفة والتحليل أن يتحدث باسم شعب لبنان ، وحكومة لبنان ، حيث أن من يعود لتصريح رئيس وزراء لبنان المكلف نجيب ميقاتي اليوم فهو قد أكد بأن حزب الله مكون لبناني  وشريك في الحكومة اللبنانية وان اي حلول لوقف إطلاق النار يجب أن تمر بمشاركته . كما أعتقد بأن لبنان حكومة وشعبا يدرك بانه بلد موضوع على خطة الإعتداء عليه وإحتلال أرضه من قبل قوات الإحتلال الصهيوني وفق اطروحات وتصريحات وزراء وقادة الحكومة الصهيونية ،  وان عليه مواجهة أي شكل من اشكال الإعتداء الصهيوني على ارضه ومواطنيه ودفع ضريبة الدم المترتبة عليه لمواجهة عدو لا يردعه إلا منطق القوة الموازية لقوته والإيلام الموازي لإيلامه .
ثانيا أعتقد إعلاميا بوجوب عدم التعامل الناعم مع مثل هؤلاء الضيوف المتذاكيين الذين يصمون أذانهم عن محاولات المذيعين من إدارة حوار عقلاني معهم فيه الرأي والرأي الآخر ، ويواصلون تقديم رسالتهم بشكل فظ حتى نهايتها متجاهلين محاولات تدخل المذيع صاحب الحق بالأسئلة القاطعة والإستيضاحية وتوجيه الحوار حول مساراته المنطقية والصحيحة المفيدة .
مثل هؤلاء يجب على المذيع أن يبين له مخالفته لرأيه الذي يندرج تحت باب الإضرار بقضية وطنية قومية اثناء خوض الأمة معركة مصيرية مع عدو يستهدف تدمير البلاد وقتل العباد والسيطرة على اوطاننا ، كما يجوز للمذيع أن يبين له أنه أقترف فعلا شائنا باللجوء إلى إستغلال هواء المحطة لبث رأي طائفي يثير الفرقة ويزعزع قواعد الوحدة الوطنية .
للعمل الإعلامي قواعده واحد قواعده إعتبار المذيع سيد الموقف في أي حوار يجريه ، وأنه سيد الاستوديو  الذي يملك حق حماية المحطة من اي إعتداء على أسس الحوار الديموقراطي المتوازن على هوائها  ،  وحق عدم تمكين  أي مغامر أن يحتل هواء المحطة  لان هوائها نظريا هو ملك للمذيع ، كما هو المايكرفون ملكه .
لقد حصلت الحالة على هواء رؤيا الليلة  وتحصل احيانا مثل هذه الحالة مع كل المحطات  ولكننا ندعو إلى  التدقيق في من يظهر على شاشاتنا لعدم إعطاء الفرصة للعنصريين والطائفيين والمنتحلين والمحرضين للظهور  على  وسائل إعلامنا ،  فعدونا يعمل على تسويق وتمرير مثل هذه الشخصيات التي تخدم أغراضه للظهور من خلالها .

وعلى المذيع أن يدافع عن حق المشاهد والمستمع في الوصول الى حوارات ومعلومات دقيقة ومتوازنة غير إصطفافية أو متحيزة ، لأن المشاهد والمستمع هو من نخدم وهو صاحب حق الانطباع الأخير حول ما نقدم وما نعالج من قضايا .

مقالات ذات صلة