من الأفيش إلى عنوان المسلسل.. ظاهرة دراما البطل الأوحد
ترتبط الأعمال بأسمائها في مخيلة المشاهد، ولذلك نرى الاختيار دائماً ما يقع على أكثر الأسماء ذكاءً حتى تظل عالقة في أذهان الجمهور، فتجد فريق العمل يعقد العديد من الجلسات قبل أن يستقر على الاسم الأخير للمسلسل، بل وأحياناً ولشدة أهمية العنوان فبعض الأعمال يبدأ تصويرها دون تحديد اسمها النهائي في انتظار الإلهام الذي ينهي هذا الجدل بعنوان مُرضٍ للغاية.
وبرغم أن اختيار اسم البطل لإطلاقه على العمل كان ومازال أسهل الطرق لإنهاء الحيرة بشأن العنوان النهائي للعمل، إلا أننا لم نعتد أن نرى هذا الكم من الأعمال التي تحمل أسماء أبطالها كما يحدث هذا العام، حيث سُميت أعمال كثيرة تيمناً بأسماء شخصيات أبطالها.. أهمها “عزمي وأشجان” لإيمي سمير غانم وحسن الرداد، “طايع” لعمرو يوسف، “أيوب” لمصطفى شعبان، “رحيم” لياسر جلال، “مليكة” لدينا الشربيني، “جوليا” لماغي بوغصن، وغيرها من الأعمال التي تقدم البطل وحده ابتداءً من الأفيش وانتهاءً بعنوان المسلسل!.
ولكن هل يصح أن ترتبط الأعمال بأسماء نجومها أياً كانت طبيعة هذه الأعمال؟. هذا هو التساؤل الأهم الذي تجيب عليه التجربة طوال السنوات الماضية، حيث لم تبق في الذاكرة سوى تلك الأعمال التي كان لأبطالها الحقيقيين أو الذين هم من وحي الخيال تأثير حقيقي لا يُنسى على المشاهد، كمسلسل “رقية وسبيكة” لحياة الفهد وسعاد عبدالله في العام 1986، أو “بكيزة وزغلول” لإسعاد يونس وسهير البابلي في نفس العام، أو “ريا وسكينة ” لعبلة كامل وسمية الخشاب في العام 2005، أو “نيللي وشيريهان” مؤخراً في العام 2016.. وهو ما يثبت أن للثنائيات الجاذبية الأكبر في حال تم إطلاق أسمائهم كعناوين للمسلسلات، خاصةً تلك التي تقدم حالة كوميدية أو درامية استثنائية لا تتكرر في تاريخ الممثل نفسه، في حين من المفترض أن تكون مخيلة صناع المسلسلات بشكل عام أكثر صلابة وعمقاً لاختيار عنوان يرتبط بالعمل بدلاً من بطله!.
بينما هناك أعمال وبرغم أنها لا تحمل أسماء أبطالها كعناوين، إلا أنه ولشدة تعلق المشاهد بشخصية البطل وتأثره بها تجده يتداوله باسمه وكأنه هو العنوان، مثلما حدث في التسعينيات مع مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” حيث كان الجميع يطلق عليه مسلسل “عبدالغفور البرعي” وهو اسم نور الشريف -رحمه الله- في العمل والذي مازال حتى اليوم من أكثر الأعمال المرتبطة بذاكرة المشاهد.