المساعدات العربية ولحظات النزق

د. صلاح العجلوني

كثيرة هي الوعود التي تلقيناها في الماضي وكثيرة هي حوادث الإخلاف في الدفع حتى عندما كانت مصطلحات المواجهة ،ودول الطوق ، والعمل القومي، والعدو الإسرائيلي فاعلة على الساحة.ورغم كل الظروف التي كانت تحتم وتفرض الدفع على الأشقاء وفاء للوعود ولخطورة وقسوة الموقف إلا أن سمة عدم الوفاء كانت حاضرة أحيانا وهو ما أوقع الأردن في مواقف حرجة جعلته على شفير الانهيار ومثال ذلك ما حصل عام ١٩٥٧ ،و الأزمة الاقتصادية عام١٩٨٩ ،وبعد الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب عام ١٩٩٠ ، وأخيرا المرحلة الاقتصادية المؤلمة التي نحياها والتي بدأت حدتها مع انطلاق دموية الخريف العربي.
أخشى أن تتكرر لحظات النزق العربي والتي قد تحدث بسبب فنجان قهوة وساعتها سنجد قرارات تتكرر بموجبها عملية وقف المساعدات وسحب الودائع وحينها نكون قد خسرنا لحظة تاريخية مهمة للإصلاح الحقيقي على المستويين السياسي والاقتصادي وخسرنا فكرة الاعتماد على الذات وخسرنا التلوين في تحالفاتنا وهذا أمر طبيعي في دنيا المصالح، وهنا يعود الظرف الداخلي باحتقاناته المؤلمة والخطيرة من جديد للتفاعل وحينها نعود مرة أخرى للبحث عن مخارج قد لا نجدها متوفرة وهناك لا ينفع ندم.
إن الظرف الذي نحياه الآن هو فرصة لبناء أردن سيد عزيز يستند إلى قوة شعبه واعتماده على ذاته ولا يكون مرهونا للنزوات ونزق مصالح السياسة المتقلبة .حفظ الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة والشكر للأشقاء على ما قدموه ولكن الحذر واجب وهذا ما تحتمه الأسبقيات التاريخية التي تؤكد أننا لدغنا مرات عديدة..وأن الحكمة تقتضي الاعتبار من الدروس.

مقالات ذات صلة