هوبكنز يفوز باوسكار افضل ممثل عن دوره في فيلم “الأب”

حرير – فاز الممثل انتوني هوبكينز، في السادس والعشرين من نيسان (أبريل) 2021، بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن تأديته دور مريض مصاب بالخرف في فيلم “الأب” (The Father)، مضيفاً إلى رصيده الغني تكريماً جديداً لمسيرة جسّد فيها شخصيات متنوعة، بينها: البابا، ورئيس الولايات المتحدة، وقاتل من آكلي لحوم البشر.

وقد تفوق هوبكينز  على الممثل الراحل هنري فوندا الذي حصل على الجائزة عام 1982 في عمر 77 عاما تقريبا عن فيلم “أون غولدن بوند”.

ونافسه على الجائزة أيضا غاري أولدمان (مانك)، وريز أحمد (ساوند اوف ميتال)، وستيفن يون (ميناري).

وأصبح هوبكينز البالغ 83 عاماً، والذي غاب عن احتفال توزيع الجوائز، أكبر الممثلين سناً يفوز بجائزة أوسكار تنافسية بعد نحو ثلاثة عقود من نيله أوسكار أفضل ممثل عن دوره كسفاح يرتكب سلسلة جرائم قتل في “صمت الحملان” (The Silence of The Lambs) العام 1992 للمخرج جوناثان ديم.

وتوّج هوبكينز هذه المرّة عن توليه دور رجل كبير السن يغرق في الخرف في “الأب” (The Fatther)  للفرنسي فلوريان زيلر الذي فاز ايضاً بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن الفيلم نفسه

وتوّلت البريطانية أوليفيا كولمان دور ابنته التي يصبح عاجزاً عن التعرف عليها وعلى سواها من أفراد عائلته، ويخيّل له حتى أن شقته تتحوّل. وأعطيت الشخصية التي يؤديها اسمه أنتوني، وتاريخ ميلاده الواقع في 31 كانون الأول (ديسمبر) 1937.

وقال هوبكينز لصحيفة “ذي تايمز”، “لم تكن هناك مشكلة في تأدية دور شخص مسنّ لأنني عجوز”. لكن هذا الدور الذي حاز عنه جائزة بافتا لأفضل ممثل، أثر فيه. وأوضح “لقد جعلني أكثر وعيا بمسألة الموت وهشاشة الحياة، ومنذ ذلك الحين، لا أحكم على الناس. فكلنا هشون ومعرضون للعطب”

وأشار هوبكينز أن هذا الفيلم ذكّره بأيام والده الاخيرة، مضيفاً للصحيفة “أدركت ما كان شعوره في النهاية. الخوف. الكآبة التي لا توصف والحزن والوحدة. نتظاهر جميعا بأننا لسنا وحدنا، لكننا جميعا بمفردنا. النجاح جيد. هو وسيلة للبقاء لكن في النهاية، سنكون جميعنا وحيدين”.

خلال ستة عقود من حياته المهنية في المسرح والتلفزيون والسينما، جسّد هذا الممثل الأسطوري شخصيات متنوعة من أبرزها ملك إنكلترا (ريتشارد قلب الأسد) ورئيس الوزراء البريطاني (ديفيد لويد جورج) ورئيسان أميركيان (جون كوينسي آدامس وريتشرد نيكسون) وهتلر ودانتون واسحق رابين وتشارلز ديكنز وبابلو بيكاسو وألفريد هيتشكوك.

كذلك، أدى هوبكينز أدوارا شيطانية برز فيها مثل دوره في فيلم “ذي ريمينز أوف ذي داي” للبريطاني جيمس أيفوري و”شادولاندز” لمواطنه ريتشرد أتينبورو.

أما في فيلم “البابوان” (The Two Popes)، فقد أدى دور البابا بيندكتوس السادس عشر، وهو ألماني اسمه الفعلي جوزيف راتزينغر، الصارم والمحافظ فيما يتحاور مع خليفته ذي الشخصية الجذابة البابا فرنسيس الذي يؤدي دوره جوناثان برايس.

ويتمتع أنتوني هوبكينز وهو أيضاً رسام وعازف بيانو وملحن شهير وحاصل على لقب “سير” (منحته الملكة إليزابيث لقب فارس في العام 1993) بذاكرة سمعية استثنائية، ربما بسبب أذنه الموسيقية.

كان فيليب أنتوني هوبكينز المولود في 31 كانون الاول (ديسمبر) 1937 في مارغام إحدى ضواحي بورت تالبوت (ويلز) لأب خباز، طفلا وحيدا ومشاغبا تحول إلى المسرح بفضل لقائه في سن المراهقة الممثل الكوميدي ريتشرد بيرتون.

وبعد دروس في الدراما وسنتين من الخدمة العسكرية في البحرية وأدوار صغيرة على خشبة المسرح، لفت انتباه أسطورة سينمائية أخرى هو لورانس أوليفييه الذي أصبح هوبكينز الممثل البديل له على خشبة المسرح الملكي الوطني في لندن.

ثم ظهر في عدد متزايد من الأفلام التلفزيونية وحصد العديد من جوائز “إيمي اووردز” ثم انتقل إلى عالم السينما.

وبعدما عاش خلال ستينيات القرن الماضي حياة صعبة في لندن، هاجر إلى الولايات المتحدة وتغلب على إدمانه الكحول. في كانون الاول (ديسمبر)، هنأ نفسه على تويتر لكونه مقلعا عن الكحول منذ 45 عاما.

حصل على الجنسية الأميركية عام 2000 محتفظا بالجنسية البريطانية.

يعيش الممثل والمخرج ذو الشعر الأبيض والعينين الزرقاوين بجوار المحيط في ماليبو (لوس أنجليس)، مع ستيلا أرويايف زوجته الثالثة البالغة من العمر 64 عاماً.

– المصدر : منصة الإستقلالية الثقافية

مقالات ذات صلة