توقف الإنتاج يهدد بإغلاق مصنع الملابس الوحيد في الشوبك وتسريح عماله

حرير _ في الوقت الذي ما زالت كامل خطوط الإنتاج متوقفة عن العمل في مصنع الشوبك للألبسة الجاهزة منذ 7 أشهر، ما يهدد نحو 170 عاملا بفقدان وظائفهم، تؤكد مصادر عاملة في مصنع الألبسة والذي أقيم في العام 2008، أن استمرار توقف عجلة الإنتاج يمهد الى مرحلة لاحقة، ويضع المصنع أمام خيار الإغلاق النهائي.
وأضافت أن إدارة المصنع لم تعد قادرة على تحمل مزيد من الخسائر، سيما وأن الكلف التشغيلية مرتفعة، مع استمرار إغلاق الأسواق الخارجية وتراجع الطلب على الإنتاج، وتوقف استيراد مدخلات الإنتاج، بسبب انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لـ”مواجهة الجائحة”.
ويشير سكان في الشوبك أن الجميع يعي حجم الخسائر التي لحقت بإدارة الشركة ومصنعها منذ بدء جائحة كورونا، إلا أن الخسارة الاكبر ستكون لمئات الأسر التي تعتمد كليا على العمل فيه لتوفير لقمة العيش، سوف تجد نفسها بلا دخل، إذا ما تم إغلاق المصنع الذي جاء بمكرمة ملكية لأبناء منطقة لواء الشوبك.
وقالوا إن المصنع هو المشروع التنموي الوحيد في المنطقة، والذي أسهم في تشغيل مئات الفتيات، وساعد في خفض معدلات الفقر والبطالة في المنطقة، مشيرين إلى أن غالبية العاملين بالمصنع من الإناث اللواتي يعلن أسرا، وأن التوجه لإغلاقه سيشكل ضربة موجعة لأبناء المنطقة.
وتسيطر حالة من القلق على العاملات في مصنع الالبسة، جراء الاوضاع في المصنع والتي تسير نحو الإغلاق النهائي ، بعد توقف الانتاج فيه، ما يهدد بفقدانهن وظائفهن.
وتقول عدد من الفتيات العاملات في المصنع، وطلبن عدم نشر أسمائهن، أن المشروع وفر لهن مصدر رزق اعتمدن عليه في حياتهن اليومية مع اسرهن من خلال الرواتب التي يتقاضينها وأمن لهن استقرارا وظيفيا من حيث الاشتراك بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، والحقوق العمالية الأخرى.
واعتبرن أن التوجه إلى إغلاق المصنع  يهدد مستقبل حياتهن وحياة أسرهن التي تشكل الرواتب التي يتقاضينها من المصنع مصدر رزقهن الوحيد خاصة وان اكثرهن عليهن التزامات مالية شهرية للبنوك وتجاه المؤسسات المقرضة والمحال التجارية وفقدانهن العمل الذي كان يؤمن لهن حياة كريمة سيضعهن في مواقف صعبة للغاية.
وأشرن الى انه من الصعب الحصول على فرصة عمل في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم في ظل جائحة كورونا، خاصة وأن معظم الفتيات أصبحن يمتلكن مهارة وخبرة في العمل لا يمكن توظيفها في قطاع آخر.
ويقول أحد سكان الشوبك والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي أحمد خليفة البدور، أن فكرة المشروع جاءت لتشجيع القطاع الخاص على العمل في المناطق النائية بهدف خلق نشاط اقتصادي يساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال خلق فرص عمل وأنشطة تجارية ونقل مرافقه، بهدف إنقاذ المنطقة من البطالة والفقر الذي يلقي بظلاله على كافة مناطق اللواء وتوفير سبل العيش الكريم لأبناء وبنات الشوبك، حيث افتتح مصنع الألبسة الجاهزة والذي نفذ بمبادرة ملكية بشأن خلق فرص عمل للفتيات.
ويضيف البدور أن النساء في لواء الشوبك يعانين من ارتفاع في مستويات الفقر والبطالة، وعدم وجود مشاريع تنموية من شأنها أن تدفع باتجاه تحسين المستوى المعيشي وتطوير قواعد انتاجية سواء لقطاع الشباب أو النساء، داعيا إلى ضرورة حشد الجهود من أجل اعادة تشغيل مصنع الالبسة الوحيد في المنطقة، خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها فئات النساء في الشوبك، لأن معظم العاملات فيه رغم تدني الأجور إلا إنهن ملتزمات لدى عدد من المصارف المالية بقروض ويمكن أن يؤدي قرار الإغلاق إذا اتخذ إلى مآسي بالعاملات وأسرهن.
ويؤكد رئيس بلدية الشوبك السابق عادل الرفايعة، أن تواصل توقف عجلة الإنتاج في مصنع الشوبك لصناعة الألبسة الجاهزة يهدد مصير ما يقارب 170 عاملا من أبناء وبنات لواء الشوبك فيما إذا تم إغلاقه بشكل نهائي.
وأشار الرفايعة، إلى أن إغلاق المصنع سيؤدي إلى خسارة أكبر فرصة استثمارية، طالما حلم بها أبناء الشوبك، الأمر الذي سيفاقم من نسب الفقر والبطالة بين أبناء اللواء، في ظل التراجع الكبير في قطاعي الزراعة والسياحة وعدم قدرة الحكومة على توفير وظائف بالقطاع العام، إلى جانب غياب المشاريع الاستثمارية القادرة على استيعاب أعداد المتعطلين عن العمل، خاصة حاجة المنطقة إلى توفير فرص عمل للنساء، والتي وصلت نسبة البطالة بينهن إلى أكثر من 70 %،  لافتا أن المنطقة بحاجة إلى نهضة تنموية شاملة تطال كافة نواحي الحياة فيها، كونها تواجه عدة معيقات وتحديات، من بينها الهجرة من اللواء إلى باقي مناطق المدن، والتي باتت تؤرق السكان وتشكل تحديا كبيرا للمسؤولين.
إلى ذلك، أقر مدير مصنع الشوبك لصناعة الألبسة الجاهزة خليل الجبور، أن جائحة كورونا أثرت بشكل عميق على عمليات الإنتاج والتصدير والمبيعات، وأدت الى تعطل وتوقف القطاع الإنتاجي في المصنع عن العمل منذ بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2020 ولحين انتظار تحسن الظروف التي فرضتها الجائحة، مؤكدا أن هاجس إدارة الشركة ومصانعها هو تأمين ودفع رواتب كافة العاملين لديهم والذين ما زالوا يتقاضون رواتبهم الشهرية منذ فترة التوقف ودون تأخير، رغم توقفه عن العمل.
وأشار الجبور، إلى تأثر المصنع بسبب إجراءات إغلاق الحدود لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ما أدى إلى وقف عمليات استيراد مدخلات الإنتاج نتيجة الإغلاق وتراجع الطلب على الإنتاج بشكل كبير، موضحا أن انتاج المصنع يذهب كصادرات للأسواق الخارجية.
وبين أن المصنع الذي تأسس العام 2008 يشغل حاليا 170 ما بين عامل وعاملة ما يزالون على رأس عملهم، فيما تم تسريح العشرات من العمالة الوافدة، بهدف خفض وتقليص الالتزامات المالية وتكاليف النفقات التشغيلية الشهرية الكبيرة والمترتبة على الشركة، ما أجبر على اتخاذ خطوات لضمان ديمومة العمل والإنتاج في المرحلة اللاحقة، مبينا أن المصنع أسهم منذ إنشائه في التخفیف من نسب الفقر والبطالة في لواء الشوبك، خاصة في صفوف الإناث وتشجيع الفتيات على دخول سوق العمل بقوة.

الغد.

مقالات ذات صلة