الكنافة.. تعددت الأقاويل و(الصينية) واحدة
مبرومة ومحشية وسادة و”ريد فلفيت”.. لـ”الكنافة” أوجه كثيرة تلك الحلوى ذات الشعر الأبيض التي لا تخلو أي مائدة منها سواء كان بيتا فقيراً أو غنياً في شهر رمضان، بمكسرات أو كسترد أو مهلبية أو حتى سادة، على أي حال يأكلها الناس، فحبها يتفوق على أي حلوى رمضانية أخرى.. ولكن ما هو أصل “الكنافة”. في أكثر من رواية في تاريخ الكنافة الطويل أول رواية تقول إنها ابتكار شامي وكانت تقدم في وقت السحور، وتم تقديمها لأحد ولاة الشام وقتها، بعد شكوته للطبيب بأنه يجوع بشدة خلال نهار رمضان، وقال له الطبيب عليك بالكنافة لسد الجوع لأنها من النشويات المعقدة والسكريات عالية القيمة والدهون، وبالتالي لا تهضم بسرعة. أما الرواية الأخرى التي تميل لها كفة الميزان، فهي أن الكنافة من صنع أيادي المصريين وأصلها مصري من أيام المماليك والفاطميين، وأنها صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، وأكد أساتذة التاريخ أن الكنافة كانت في العصر الفاطمي، والمصريون عرفوها قبل أهل الشام. والدليل على ذلك أن وقت دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، استقبله المصريون بالكنافة والهدايا وكان ساعتها في رمضان ووقت الإفطار، لتنتقل الكنافة للشام عن طريق التجار، وأصبح كل من يتعرف على صينية الكنافة يضيف لها شيئا جديدا. ولكن أغلب الإضافات التي مرت على صينية الكنافة ترجع لأهل الشام وفي سوريا أبدع أهل نابلس في عمل كنافة الجبن الكنافة النابلسية وباقي أهل الشام يحشونها بالقشطة، وغيرها من الأنواع الكثيرة للكنافة منها المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة، أما أهل الخليج العربي وتحديدًا السعودية فيحشونها جبنا من غير ملح، لتصبح الكنافة من يومها الحلوى المرتبطة بشهر رمضان، لتتوارثها الأجيال من أول العصر الفاطمي مرورا بالأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر، وحتى يومنا هذا.