فوز فيلم “الهدية” الفلسطينية بجائزة أفضل فيلم قصير في مسابقة “بافتا” البريطانية

حرير – أعلنت الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، في وقت متأخر من مساء أمس العاشر من نيسان (أبريل) 2021، فوز فيلم “الهدية” الفلسطينية بجائزة أفضل فيلم قصير، وذلك عبر فيديو جمع ما بين المكلفة بالإعلان من قبل إدارة المهرجان وما بين مخرجته فرح نابلسي، وكتبت السيناريو الخاص به بالتشارك مع هند شوفاني.

 

 

وكتبت نابلسي، عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، فجر اليوم، الحادي عشر من نيسان (أبريل) 2021: “لأي شخص شاهد هذا الفيلم.. ستعرف لماذا أهدي هذه الجائزة لأبناء فلسطين الذين طال انتظارهم للحصول على الحرية والمساواة”.

 

وشكرت المخرجة فريق العمل، بقولها: شكرا لك صالح بكري، وشكراً لكل من: مريم كنغ، وبنوا شاميار، وأسامة بواردي، وهند شوفاني، ومهند ملاس، ونائل كنغ، ورجا دباية (RIP)، ومريم كامل باشا، وأشرف دواني، وفؤاد هندية، ونور هدلي، وكريستين هدلي، وآدم بن عبيد، وفيروز أنسطاس، ومي عودة، وآن ماري جاسر، وإبراهيم زهر، ووسام الجعفري، وفيصل البرغوثي، ومعتز عياد، وصالح تميم، ولؤي عواد، وأمير الحيفاوي، وملك أبو غربية، ودريد لداوي، وحسن أبو علي، وعلاء حناني، وكرم عليان، وعبدالله صدى، وكوستاس فاريمبوبيوتيس، ويانيس زهارويانيس، وأرتميس كامارا، وريم تلحمي، ورازي مكركر، وعرين خوري، ونورين قاعود، ويزن فارس، ونسرين ياسين، ووفاء العزة، وصوفي جاد الله، وسما واكيم، وصلاح أبو نعيسي، وسعيد القويم ، وكل من عمل معي في هذا الفيلم.

 

وفيلم “الهدية”، المرشح من بين خمسة أفلام للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم قصير، والفائز بعديد الجوائز العالمية، ينقل المعاناة الفلسطينية على الحواجز العسكرية الإسرائيلية دون تكلّف، ويعرّي العنصرية التي تتجلى بوضوح في ممارسات جنود الاحتلال عليها، الذي يعرض منذ أسابيع، عبر منصة “نتفليكس” العالمية للأفلام.

 

ويروي الفيلم حكاية يوسف (صالح بكري) العامل داخل الخط الأخضر، والذي يسعى إلى تخطّي الحاجز العسكري القريب من منزل أسرته، برفقة طفلته ياسمين (مريم كنغ)، لشراء ثلاجة جديدة وبعض الحاجيات الأساسية كهدية لزوجته وأمها (مريم كامل الباشا).

 

الحكاية، التي لا تخلو من ثغرات يمكن للفلسطيني المعايش لها التنبّه إليها أكثر من غيره، هي “البطل” الأساس للفيلم، وإن كان ذلك على حساب الفنيّات الإخراجية، خاصة ما يتعلق بإبهار الصورة، وتحريك المشاهد بشكل مُتسّق، وعلى مستوى الأداء، الذي تميّز فيه كالعادة صالح بكري، وإن لم يكن من بين أفضل أفلامه القصيرة أو الطويلة، في حين يحسب للطفلة مريم كنج اجتهادها، رغم افتقادها للتلقائية والإبهار، أما مريم الباشا فكان حضورها عابراً، كما حال تلقائية أدائها، بحيث يدرك من تابع أدواراً سابقة لها، لا سيما على خشبة المسرح، الخسارة التي طالت الفيلم بعدم توظيف المخرجة للطاقات الإبداعية التي بقيت كامنة داخلها، ولم تظهر على الشاشة.

 

 

قد يكون الفيلم للمشاهد العالمي وحتى العربي صادماً، وقادراً على كسب مشاعرهم، بعيداً عن الشعاراتية الفجّة، ولكن بعيداً عن الانتصار للفنّي أيضاً. ففي حين غاب “التكبير” (Zoom In) عن عدسة المصوّرين، غابت تفاصيل الحكاية وملامح مُؤدّيها، وربما الكثير مما يحدث على الأرض.

 

وأختم بتأويلات سريعة للمشهد الختامي، فهو من جهة ينتصر للأمل، على اعتبار أن الجيل الذي تُمثّله “ياسمين”، وإن بدا عاجزاً بداية حد التبّول اللاإرادي، كان هو المُبادر إلى الحلّ دون مواجهة مباشرة مع المحتل الذي أظهره هذا المشهد تحديداً وكأنه يمتلك إنسانية ما، نبتت فجأة على شكل عدم مسّ بالصغيرة.. ثمة تصالح من نوعٍ ما مع “إنسانية” ما، تحت شروط صاحب البندقية، وصاحب القرار على الأرض، ومن يقرر متى يكون “إنسانياً” ومتى يمارس ساديّته.

مقالات ذات صلة