مؤتمر دولي لدعم أونروا اليوم في بروكسل لإيجاد آليات مستدامة لدعم الوكالة

حرير _ يُعقد الثلاثاء، المؤتمر الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في العاصمة البلجيكية بروكسل وبرئاسة مشتركة من الأردن والسويد بمشاركة 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة، وسط معاناة الوكالة من عجز مالي متكرر وصل حاليا لأكثر من 100 مليون دولار.

وأعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية في المؤتمر، لحشد الدعم المالي والسياسي لأونروا، وأضاف أن المؤتمر “رسالة أن المجتمع الدولي يدرك مركزية دور الوكالة، وضرورة استمرارها في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين … تقوم الوكالة بدور لا غنى عنه”.

مديرة الاتصالات الاستراتيجية في أونروا والناطقة الرسمية تمارا الرفاعي، قالت لـ “المملكة”، إن المؤتمر الذي يعقد على مدار يوم واحد يسعى لتحقيق هدفين، الأول هو حشد موارد لسد الفجوة المالية لعام 2021 في ظل الحاجة إلى 100 مليون دولار للشهرين الأخيرين من العام الحالي.

أما الهدف الثاني هو حشد مبالغ مرصودة لأكثر من عام، أي تعهدات متعددة السنوات تمكن الوكالة من التخطيط لمدة 3 سنوات على سبيل المثال من دون الاقتراب من الانهيار كل عام، وفق الرفاعي.

وأكدت الرفاعي مشاركة الولايات المتحدة، من بين 45 دولة، وسيُمثل أكثر من نصف الدول على مستوى وزاري.

وأعلنت واشنطن في تموز/يوليو عن تبرع إضافي قيمته 135.8 مليون دولار للوكالة، بعد أن أعلنت في نيسان/أبريل عودة الدعم الأميركي للوكالة وقدمت بشكل مبدئي 150 مليون دولار للوكالة الأممية.

وقال المتحدث باسم (أونروا) سامي مشعشع، لـ “المملكة”، إن المؤتمر مهم وجاء بجهود “جبارة من الأردن والسويد، وسيسعى لإيجاد آليات مستدامة لدعم الوكالة على مدى سنوات متواصلة من دون الاعتماد على التبرعات السنوية الطوعية”.

“تهديد وجودي”

ويرى المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني أن، “نموذج التمويل الحالي يقود الوكالة إلى الانهيار … وأصبح غير مستقر لدرجة أنه يسبب تهديدا وجوديا للمنظمة. عاما بعد عام ونحن في وضع يتفاقم أكثر من أي وقت مضى”.

أما مشعشع فقد كشف عن معاناة الوكالة من عجز مالي مركب يتخطى 100 مليون دولار، مضيفا أن “الوضع المالي لأونروا حاليا هو وضع أكثر من مأساوي … وإن استمر الوضع على حاله خلال الأيام والأسابيع المقبلة، فإن الوكالة ستكون على حافة الهاوية، وستواجه انهيارا في قدرتها على الاستمرار بخدماتها”.

لازاريني حثّ وزارة الخارجية البريطانية على إعادة التفكير في قرار تخفيض منحتها، وقال إن المملكة المتحدة التي كانت ثالث أكبر مانح لأونروا في 2020، خفضت منحتها الأساسية من 42.5 مليون جنيه إسترليني العام الماضي إلى 20.8 مليون جنيه إسترليني في 2021.

وأوضح لازاريني لصحيفة الغارديان البريطانية الأسبوع الماضي عدم وجود أي شيء في الحساب المصرفي في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، مضيفاً “لا أعرف كيف سأغطي الكلف والرواتب وهو أمر متعلق بآلاف المعلمين وآلاف العاملين الصحيين، وهذا يعني خسارة الخدمات الحيوية في بيئة غير مستقرة للغاية”.

وتحتاج الوكالة بين 40 و50 مليون دولار كل شهر لدفع فاتورة الرواتب والمتعهدين والموردين وشراء الأدوية وأيضا الخدمات الأساسية، بحسب لازاريني.

وجدّد رؤساء اتحادات العاملين في الوكالة تمسّكهم بالتصعيد ضد إدارة الوكالة لرفضها الاستجابة لمطالبهم، معلنين تعليق الدوام ساعتين في مناطق العمليات جميعها الثلاثاء.

وأكد رؤساء الاتحادات على التمسك في المطالب الخمسة المعلن عنها – موضوع الخلاف والنزاع والمتمثلة في إلغاء الإجازة الاستثنائية بدون راتب لموظفي “أونروا” إعادة العلاوة السنوية لجميع الموظفين وبأثر رجعي، رفع مساهمة الإدارة في صندوق الادخار وتعويض نهاية الخدمة وفقاً لاتفاق بيروت 2019، صرف رواتب شهري 11 و12 دون تأخير أو تجزئة، وفتح باب التعيين أمام أبناء اللاجئين في جميع الأقاليم، وتثبيت العاملين على نظام العقود المؤقتة والمياومة بحيث لا تزيد نسبة البدلاء عن 7.5%.

جهود أردنية

وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال مجموعة لقاءات في لندن، الشهر الماضي على أهمية الاستمرار في دعم أونروا لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها.

وقال الصفدي العام الماضي “لا بديل عن الوكالة ولا تنازل عن ولايتها ولا قبول لأي طرح يحد من قدرتها على القيام بدورها، لأن لذلك تبعات سياسية غير مقبولة وتبعات إنسانية أيضا مرفوضة وغير مقبولة.”

وكان الأردن قد نظّم، في العام 2018 في روما بالشراكة مع السويد، مؤتمراً وزارياً دولياً للمانحين لوكالة أونروا، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي نسخته للعام 2020، وبمشاركة أكثر من 50 دولة ومنظمة، عمل الأردن والسويد على حشد الدعم لخفض العجز المالي للوكالة لتستمر بتقديم خدماتها في مناطق عملياتها الخمس.

وتأسست “أونروا” كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وفُوضت بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.7 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.

وتُقدم “أونروا” المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتشمل خدمات “أونروا” التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

المملكة

مقالات ذات صلة