ع بلاطه : وقع الجمل وكثروا ذباحينه… حاتم الكسوانى
بمجرد جنوح الباخرة ” إم في إيفر غيفن” في قناة السويس، صباح الثلاثاء و عاصفة من الأنباء الحقيقية والضبابية والكاذبة تثور حول شق قنوات من شأنها الإستغناء عن قناة السويس.
فقد أعلنت تركيا بالتزامن مع جنوح الباخرة المذكورة عن نيتها البدأ بشق قناة ” اسطنبول” التي ستربط البحر الأبيض المتوسط مع البحر الأسود، كما بدأت الآلة الإعلامية الصهيونية تذكر بمشاريع مخطط لها سابقا لشق قناة بين البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر مثل المشروع الأمريكي المسمى بالشق النووي و القاضي بتفجير 520 قنبلة نووية تكتيكية في المسافة بين البحر الأبيض من الشواطىء الإسرائيلية والبحر الأحمر ، كذلك ذكرت إسرائيل بمشروعها المسمى قناة بن غوريون الذي أعلنت عنه بعد تخلي مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية مما جعل مداخل مياه خليج العقبة مياه دولية لا يحق لأي دولة محيطة أن تمنع الملاحة البحرية فيها.
واستغلت روسيا الازدحام في القناة كي تلعب مجددا على إحياء فكرة ممر بحر الشمال و إعادة تسويقه عالميا مرة أخرى، مع إبراز مزاياه وضماناته الكافية للأمان والسلاسة وانخفاض التكلفة بإعتباره الحل السحري للسفن المتكدسة عند مدخل قناة السويس بعد الأزمة، وأن المسافة على طول خط البحر الشمالي من الصين إلى الموانئ الأوروبية أقصر بحوالي 40 ٪
أيضا فقد اقترح السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، تفعيل خط ملاحي يمر من بلاده، ليكون بديلا عن قناة السويس.
وكانت إيران قد روجت منذ سنوات، للممر المائي التجاري (شمال-جنوب) الذي يربط بين الهند حتى روسيا مرورا بأراضيها.
واليوم يقول جلالي علينا الإسراع في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر ” شمال-جنوب” كبديل جيد لقناة السويس المصرية .
وهكذا وجهارا نهارا تنفذ الخطط وتعلن النوايا دون أي إعتبار للأمن القومي المصري والعربي او إعتبار لإتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية او اي إتفاقية تحالف أمريكي مصري
وطبعا… كل ذلك دون إعتراض أي قطر عربي فالكل أضحى متحالف او مطبع .
فهل نصحو هذه المرة.
هل نقول لا لما يخطط ضدنا.
هل ندافع مرة… مرة واحدة عن مصالحنا وأمننا القومي.
إن سقطت مصر أو ترنحت حتى فذلك يكلفنا ضعفا” يمتد لسنين وسنين.
و ع بلاطه : يبدو أن الجمل قد وقع وكثروا ذباحينه.