وجبة السحور خارج المنزل.. أجواء مفرحة تمتد حتى الفجر

في أحد المطاعم الشعبية التي تقدم وجبات الحمص والفلافل “الساخن” بوسط البلد؛ قررت ميسون هواري وعائلتها تناول وجبة السحور في هذا المكان، في أجواء جميلة ودافئة وصاخبة وسط المحلات التجارية التي تفتح أبوابها حتى ساعات الفجر.
وترى ميسون أن تلك اللحظات التي تقضيها العائلات في ساعات متأخرة من الليل، هي من أجمل الذكريات التي تبقى عالقة ومرتبطة بشهر رمضان الكريم، ليكون مناسبة سعيدة ولحظات ينسى فيها الفرد تعب وصيام نهار طويل يحتاج بعده الصائم إلى فترة راحة وجلسات مختلفة مع الأسرة، كما في تناول السحور داخل أو خارج المنزل.
وتعتقد ميسون أن غياب المأكولات الشعبية عن وجبة الإفطار اليومية، يجعل لطعمها مذاقا خاصا عندما يتناولها الصائم ساعات في الليل خلال وجبة السحور، والأجمل أن تكون بجلسة عائلية ممتعة وفي أجواء رمضانية جميلة في عدة مناطق من عمان، وبخاصة وسط البلد الذي يتزين بأجمل الزينة الرمضانية في شوارعها ومبانيها القديمة والمحلات التجارية الكثيرة.
وتختلف الطقوس الرمضانية من  بلد لآخر، إلا أن الفرحة تكون ذاتها عند كل صائم، إذ يجد المتعة في كل تفاصيل الشهر الفضيل، وبخاصة أجواء ما بعد الإفطار والسحور، إذ لا تغيب عنها “البركة” والفرح.
ومع الأجواء الصيفية واللمات العائلية، يحبذ الكثيرون تناول وجبة السحور في أجواء مختلفة ومبهجة، كونها تأتي في ساعات ما بعد صلاة التراويح التي تستمر حتى ساعات ما بعد منتصف الليل، ليجد الكثيرون متعتهم أحيانا في التوجه إلى المطاعم التي تقدم وجبة السحور في أجواء مختلفة ومأكولات متنوعة، وبعضها يقدم “بوفيه السحور” المتعدد الأصناف.
ومنذ أيام، قررت عائلة أبو بلال تناول وجبة السحور في المنزل، لكسر الروتين وتناول هذه الوجبة في أحد المطاعم الذي يقدم بوفيها “كبيرا” يحتضن مأكولات خفيفة ومخبوزات ساخنة، قد تجد ربة المنزل أحيانا صعوبة في توفيرها سريعاً في البيت.
أم بلال التي تتناول وعائلتها كل ليلة وجبة السحور في المنزل، وأحياناً في بيت الجد أيام العطلة، تصف تلك الأوقات بالممتعة، إذ تجتمع والعائلة في ظروف استثنائية، وبخاصة وأن جميع افراد العائلة لا ينامون حتى أذان الفجر، فتكون أجواء السحور جميلة، فمنهم من يقرأ القرآن ويصلي لحين تحضير السحور، وآخرون يساعدون في تجهيز الطعام.
وبالرغم من المتعة التي تشعر بها أم بلال، إلأ أنها قررت والعائلة أن تخرج عن المألوف “بهدف التسلية” والتوجه لأحد المطاعم التي تقدم بوفيه سحور، حتى يستمتع الابناء، ويتناولون وجبات مختلفة عن “سحور البيت”، وبخاصة وأن أجواء رمضان في الليل هي أجواء مختلفة عن باقي أيام السنة بأكملها، وعلى الفرد أن يستمتع بها بكل تفاصيلها.
وتتميز المطاعم في رمضان بشدة الإقبال عليها في ساعات السحور، والتي يُفضل ان يتناول فيها الصائمون وجبة السحور الخفيفة و”المُشبِعة” في ظل أجواء مميزة، كما يفعل العشريني فراس عبد الرحيم الذي يتفق مع أصدقائه واقاربه لتناول وجبة السحور في أحد المطاعم “الشعبية” كذلك، بعد أن يكونوا قد أنهوا صلاة التراويح واختاروا وقتا مناسبا للتسلية والترفية في رمضان، وهي من أفضل الأجواء التي يفضلونها خلال السنة.
ويقول فراس أنه في غالبية أيام رمضان يفضل تناول السحور في خارج المنزل، إذ أن نهار رمضان طويل ومتعب أحياناً، ولا يجد وقتا كافيا للجلوس مع  أصدقائه، فيكون الوقت المناسب هو تناول السحور سويا في المطعم، وتستمر جلستهم حتى ما قبل أذان الفجر، ومن ثم يتوجه للمنزل ويصلي ثم يخلد للنوم.
“لا يجب أن نُضيع لحظة واحدة من ليالي رمضان الممتعة في كل تفاصيلها”، يقول فراس فهي أيام لا تتكرر وتجمعات عائلية لا تُمل، سواء جلسة الإفطار مع العائلة الكبيرة، أو في وجبة السحور مع الأصدقاء، وأحيانا الأسرة كذلك.
في حين تُفضل الكثير من العائلات كذلك تناول وجبة السحور في المنزل، نظراً للظروف التي قد تحد من حركة العائلة في أوقات متأخرة من الليل، إذ تقوم اسماء زيدان يومياً بتحضير السخور “الخفيف” للعائلة في المنزل، كونها أما لأطفال ولا تستطيع الخروج من المنزل بشكل دائم.
وتقول أسماء أنها تضطر إلى النوم قبل ساعة السحور لوقت قليل، فهي موظفة وتحتاج إلى وقت للراحة للاستيقاظ للعمل في اليوم التالي، لذلك تكون وجبة السحور في المنزل، هي المناسبة لظروفها خلال شهر رمضان المبارك، ولكن لا يمنع ذلك من استثمار أيام العطلة لتناول السحور مع عائلتها وأخواتها في بيت العائلة ضمن أجواء جميلة وممتعة تنتظرها في كل عام.
وتتضمن وجبة السحور عادة أصنافا معينة من المأكولات التي تساعد الصائم على استكمال يومه التالي من الصيام، سواء أكان ذلك في المنزل أو في الخارج، لذلك يشير أخصائي التغذية زكريا العنيزات ان مدة الصيام الطويلة التي تمتد إلى 15 ساعة، تجعل الجسم يفقد الكثير من السوائل ويستنفد كل طاقته التي تناولها وخزنها عن طريق الطعام، ويصبح الجسم بأمس الحاجة للطاقة والسوائل ليعوض النقص الحاصل.
وتعتبر وجبة السحور وجبة ضرورية جداً ، كما يقول، ويجب المحافظة عليها حيث تمد الجسم بالطاقة والسكريات والدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية.
وللحفاظ على السوائل في الجسم ينصح العنيزات بشرب السوائل والإكثار منها وبخاصة الماء خلال الفترة ما بين وجبتي الإفطار والسحور.
ويؤكد العنيزات على ضرورة أن تحتوي وجبة السحور على السكريات والتي تتمثل في الفواكة والحبوب والخضار النشوية والحليب؛ وعلى البروتينات مثل الجبن والبيض، والدهون مثل زيت الزيتون والزبدة والمكسرات، والاملاح والمعادن التي تحتوي عليها الأغذية السابقة.
وللحصول على فوائد أكثر ينصح بتأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر للاستفادة منها لمدة أطول أثناء الصيام.

مقالات ذات صلة