نحو نظام لحماية شيخوخة اهل الفن والأدب… حاتم الكسوانى

تصعقنا الأيام  بأخبار اهل الفن والأدب الذين يضطرون إلى طلب الرعاية والعلاج ،  و مساعدتهم في مواجهة ضائقتهم  المالية عند تقدم أعمارهم، حيث لا يسعفهم نظام تقاعد إجتماعي يخضعون له أو وفر مالي يستندون إليه.

ويلجأ بعضهم إلى بث شكواه عبر وسائل الإعلام   ووسائل التواصل الإجتماعي، او يلجأ إلى عرض مقتنياته القيمة التي يحب ويانس إليها  للبيع.

وتأسيسا على ذلك يبرز  السؤال الأهم :

ألا يؤذي ذلك مشاعر أدبائنا وفنانينا أيما إيذاء؟!

هل يطيب لهم ان يبثوا شكواهم للمسؤولين والناس وهم الذين إلتفت الجماهير حولهم، وصفقوا لهم كل يوم؟!

اعتقد بأن لجوئهم لهذا الفعل المذل يؤذيهم ويؤذي عائلاتهم ، كما يؤذي محبيهم ومعجيهم من عامة الناس الذين حمل الفنانون والادباء وأهل الصوت والصورة  والقلم  همومهم وقضاياهم وعبروا عنها في أعمالهم .

وقد شكلت هذه الفئات قدوة  ومدرسة لأجيال أحبت أن تسير على هدى خطاهم، كما حققت لبلدنا إنجازات وجوائز  تفاخرنا بها .

قد يكون بعضهم قد تولته عائلته عند ضعفه او اسعفته جهة عز عليها تركه لغائلة الأيام، ولكن الواضح الذي لا يدانيه شك بأن مهن الفن والأدب في بلدنا الأردن لا تطعم خبزا، ولا توفر مستقبلا آمنا لممتهنيها.

والواضح أيضا بأن هؤلاء ياخذهم الإهتمام بعملهم وتفاصيله اليومية المضنية الهادرة للوقت من الإهتمام بالتفكير بمشاكل تقدمهم بالعمر  ، ناهيك عن طبيعة مهنهم التي لا تعتبر شكلا من أشكال الوظائف النظامية  التي يعمل الناس فيها لدى الغير وترتب لهم ضمانات إجتماعية، ورواتب تقاعدية، بل انهم يقضون العمر وهم يعملون لحسابهم الخاص الذي لا يوفر لمعظمهم سبل العيش الكريم .

وعليه فنحن نعتقد بأن هذه الفئات من المواطنين ، تساعد الدولة ، وتقدم  لها خدمة جليلة تتمثل في بناء قيم المجتمع ورأيه العام  وتوجيه سلوكه إيجابيا  نحو  تحقيق التقدم والتطور والبناء، الأمر الذي يدعونا للتوجه نحو المطالبة بنظام لحماية شيخوختهم  صحيا  وماليا.

نظام لا يستثني منهم أحدا ، ويغنينا عن التعامل مع المصاعب التي يواجهونها كحالات فردية ، وبحلول مؤقتة نتركهم بعدها لغائلة ما يواجهون.

” فهل هذا كثير عليهم ؟! ”

 

 

 

 

مقالات ذات صلة