حذار من الغوغاء ـ حاتم الكسواني

حتى الآن يسجل لصور الإحتجاج الأردني الرافضة للقانون المعدل لضريبة الدخل ورفع أسعار المحروقات وعيها وتبعيتها لقيادة الطبقة الوسطى من رؤوساء نقابات وهيئات وقادة مجتمع مدني .

ولكننا إذا فكرنا بحرية فإن التجارب تقول لنا ان الأمر في مثل هذه الحالات لايخرج عن السيناريوهات التالية :

ـ سيناريو العقلية السياسية التي قد تلقي بالقانون المعدل كقنبلة دخان يمر خلفها امر آخر أكثر خطورة ، ومن ثم وبكل بساطة تسحب الحكومة قانونها ، ويابيت مادخلك شر  وهو سيناريو مستبعد في هذه المرة .

– سيناريو العقلية الامنية التي تفكر بتوتير الاوضاع بالشارع بطريقة محسوبة ، يستشعر قادة الطبقة الوسطى المحركة للإعتراضات خطرها فيعملون على تهدئة الأمور ، بترك الامر لمجلس النواب على أمل تشكيل لوبي للضغط على اعضاء المجلس ،  لدفعهم للانتصار لرأي الشارع وموقفه .

وهنا يخسر الشارع معركته ، لأن المعادلات بين الحكومة ومجلس النواب محسومة لصالح الحكومة عند التصويت كما تم الامر في كل مرة .

– سيناريو عقلية الطابور الخامس المتربص بالاردن وامنه وإستقراره ،  الذي سيستغل الاوضاع ويعمل مخطوطه على دفع الامور للمواجهة بين اذرع الحكومة الأمنية والشارع بشكل لا يمكن قياس نتائجه سلفا ،  وهو السيناريو الذي لانتمناه ، ونحذر منه وندعو للتنبه إليه  .

وللخروج من مخاطر كل هذه السيناريوهات،  فلابد من ضمان آلية التواصل بين قيادة الطبقة الوسطى المتمثلة بمجلس النقباء و قاعدتها الجماهيرية ، من خلال توجيهات متواصلة ، تنشر بمختلف وسائل الإعلام  والتواصل الإجتماعي المعتمدة لها كما تم الامر في التنظيم لإضراب الأربعاء ، بل وبصورة أفعل لضمان توفر عقل للحراك لاتخترقه الغوغاء التي يتبعها العامة بلا عقل اوتخطيط ، ويضمن سلامة المسيرة وأمن وأمان المجتمع الاردني ومقدراته وممتلكات ابناءه .

مقالات ذات صلة