لماذا نلدغ من ذات الجحر مرات ومرات .. حاتم الكسواني

بكل سهولة سيتأكد الراصد للحوادث المتكررة  التي نفقد فيها أبناءنا بأن  أسباب حدوثها  يكمن في الأسباب التالية :

ـ  التقصير بأخذ المعلومات والتحذيرات التي تصدر عن الدوائر المختصة كدوائر رصد  الحالة الجوية  مأخذ الجد .

ـ إدارة الظهر للتعليمات الخاصة بالسلامة العامة .

ـ  الأهمال المقصود لتقدير المخاطر التي تسبب معظم الحوادث القاتلة .

ـ عدم الإلتزام بالقوانين والأنظمة والتشريعات وكسرها وعدم التشدد بتطبيقها .

ـ الفساد المستشري في كافة دوائرنا التي ترخص وتتعامل مع الحوادث التي تشهدها بلادنا ، فإن كان الترخيص لرحلات طلابية أمرا خاطئا في توقيته ومكانه فإن عدم وجود آلية لمراقبته من قبل الجهات المختصة في الأماكن الخطرة وعلى الطرقات المؤدية إليها أمر يفاقم خسائرنا في الأرواح والممتلكات جراء حدوثها  .

ـ التأخر في التعامل مع الحوادث فور حدوثها  ، سواءا في الإبلاغ عنها أو في وصول فرق الإنقاذ إلى أماكنها ، ثم ضعف جاهزية المشافي والعيادات المستقبلة للإصابات الناتجة عنها .

ـ القفز عن أسباب الحوادث والتعامل معها بمنطق القضاء والقدر ، وإهمال منطق الوقاية خير من ألف علاج .

وفي ذلك يجضرني الحديث النبوي الشريف الذي نطق به رسولنا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم عندما سأل :

يا رسول الله هل الحذر يمنع القدر ؟

فأجاب :

نعم الحذر يمنع القدر ، إذا كان الوباء بأرض فلا تدخلوها ، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها .

ـ غياب عنصر العقاب للمسببين للحوادث الخطرة القاتلة بفسادهم وإهمالهم مهما كانت درجة مسؤوليتهم ” وزراء أو  مدراء أو أجهزة ومؤسسات ” .

وفي حالتنا التي فطرت قلوب الأردنيين بالأمس يجب القيام بتحقيق معمق تتخذ بناءا على نتائجه قرارات وأنظمة وتشريعات وعقوبات ضد كل من تسبب بكل هذه الحالات من الوفيات والإصابات .

فلا أحد بريء بدءا بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ، فوزارة الصحة ، وجهاز الدفاع المدني ، والمدرسة التي إرتكبت عدة مخالفات فرطت بأرواح أبنائنا الطلبة .

والسؤال الهام الذي يحتاج للإجابة عنه العمل على إعادة بناء الشخصية الوطنية الأردنية ومنطقها  :

لماذا نلدغ من ذات الجحر عشرات المرات في حياتنا الخاصة والإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، حيث لا نتقن الفهم ولا التفاوض ولا التأني وأخذ الحسابات عند إتخاذ القرارات … لماذا ؟؟ !!

مقالات ذات صلة