حضر العمال وغابت نقاباتهم . حاتم الكسواني

كتب حاتم الكسواني

إن المتتبع لإضراب الأربعاء يلحظ ظاهرة غياب قوى فاعلة صاحبة علاقة بمجرياتها وحضور قوى قيادية لتحل  محلها .

ففي ظل غياب مجلس الشعب الأردني حضرت النقابات المهنية وهياكلها ومجالسها لقيادة المجتمع نحو تحقيق مصالحه .

وفي ظل غياب النقابات العمالية حضر العمال بدعم من  أصحاب العمل لتحقيق مصالحهما .

وفي الشأن العمالي فمن المهم أن نعرف بأن العمال يمثلون أكبر شريحة إقتصادية في المجتمع الأردني إذ يبلغ عدد العمال في المملكة حوالي مليون ونصف عامل وعاملة يعملون في معظم النشاطات الإقتصادية .

ويشكل عمال الأردن عصب الطبقة الوسطى فمعظمهم يعملون في أعمال مكتبية وإدارية وفنية عالية التخصص تضعهم في تصنيف الطبقة المتوسطة من حيث معدلات دخلها .

والعمال في الأردن ، إما مهنيون ينتسبون للنقابات المهنية كنقابة الأطباء والمهندسين والممرضين والصحفيين ،وأما عمال ينتسبون لنقابات العمال التي حددها قانون تنظيم العمل المهني بسبع عشرة نقابة عمالية ،  كنقابات الغزل والنسيج والخدمات العامة ، والمصارف والتأمين ،  والنقل الجوي والسياحة ، والنقل البري والميكانيك ، والمناجم والتعدين ، والخدمات الصحية  وغيرها .

وتنضوى النقابات  العمالية تحت مظلة إتحاد نقابات العمال،  الذي كان صاحب جولة وصولة في قيادة المجتمع ، في ظل عدم وجود مجلس للشعب لسنوات طويلة .

لكن الملفت للإنتباه ،  بأن سطوة هذا الإتحاد وقوته التمثيلة للشرائح العمالية تضعف وتخبو يوما بعد يوم ، لدرجة أننا نسينا وجود حركة عمالية تمثل العمال في الأردن وتدافع عن مصالحهم ، و أننا لم نسمع صوتا لإتحاد نقابات العمال يعترض على القانون المعدل لضريبة الدخل ، ولم نقرا بيانا صادرا عن اية نقابة من نقاباته السبعة عشر .

ونحن نتسائل هل هناك فئة ستتضرر من رفع الضرائب وتقليص قيمة إعفاءاتها  أكثر من فئة العمال حتى يتحرك ممثلو العمال ويرفعوا صوتهم ؟!

هل هناك فئة أحوج لحماية  مصادر دخلها ومكتسباتها أكثر من العمال ؟!

هل هناك فئة يعتمد عليها أمن الوطن الإجتماعي والإقتصادي أكثر من الإعتماد على فئة العمال ؟!

على عمال الأردن أن يدافعوا عن مصالحهم اليوم كما في الأمس فهم سواعد التنمية في هذا الوطن العزيز وهم منفذو الجهد التنموي الوطني ، والمستفيدون منه أولا وأخيرا .

ولولا حضور عمال المصانع الذين رفعوا شعاراتهم التي أكدت حضورهم في الحراك الوطني الأردني لكنا قرأنا على الحركة العمالية الأردنية السلام .

ولكن حضر العمال في حين غابت قياداتهم وهو أمر يشي بتغيير قريب في جسم الحركة العمالية وهياكلها .

مقالات ذات صلة