( لا ترقص على انغام العدو)

عفوا ليست هذه مقولة موسيقيه…بل هى مقولة عسكرية, قالها قائد عسكرى كبير, الصدفة وحدها هى التى جمعتنى به.
اين؟ وكيف ؟ولماذا؟ الاجابة على تلك الاسئلة. تستدعى أن نستعيد ذكريات حوار انفرد ت به للاذاعة المصريه,كان ذ لك فى الاول من اكتوبر عام 1998, المكان بانوراما حرب اكتوبر, انا مع مجموعة من زملائى المذيعين من مختلف الاذاعات المصريه, نقوم بعمل تسجيلات مع ابطال حرب اكتوبر, كان ذالك بالاتفاق مع إدارة الشئون المعنويه بالقوات المسلحة, الكل ذهب يجلس مع بطل من ابطال حرب اكتوبر وأنا أخذت انظر حولى فوجدت (لا احد ) نعم لم اجد احدا لاسجل معه, كيف اذهب لاذاعة صوت العرب بدون تسجيل؟,  فى تلك اللحظة لمحته يجلس وحيدابعيدا  يتوارى  عن الانظار ولكن ضؤ الشمس المتسلل من  الشرفة التى يجلس بجوارها  يكاديفصح عنه , أقتربت وقلت :اهلا سياده المشير محمد على فهمى قال مبتسما نعم اى خدمه هنا تاكدت إنه هو قلت  انا شريف عبد الوهاب مذيع فى اذاعة صوت العرب قال اهلا ياابنى اسف لن استطيع ان اسجل معك لاننى على موعد مع التليفزيون المصرى لتسجيل حلقة قلت ولكنهم لم ياتو بعد وانا على استعداد ان انهى اللقاء معك بمجرد وصولهم , كيف يكون معى قائد الدفاع الجوى صاحب فكرة حائط الصواريخ و قائد الدفاع الجوى اثناء حرب الاستنزاف ثم حرب اكتوبر ولا اقوم بعمل حوار معه, ابتسم وقال انا على استعداد ولكن كما وعدتنى فى الوقت الذى سياتى طاقم التليفزيون سانهى معك الحوار ( بدون زعل )على الفور قمت بتشغيل جهاز التسجيل تناولت معه حرب الاستنزاف تلك الحرب التى لم تاخذ حقها من الاهتمام وتحدث عن كم البطولات والتضحيات التى بذلت لبناء حائط الصواريخ وتذكر الجندى الذى كان على المدفع وتاتى قذيفه لتقطع يده اليمنى  فيمسك بالمدفع بيده اليسرى ومصوب مدفعه نحو طائرات العدو.

وتحدث عن دور الدفاع الجوى فى حرب السادس من اكتوبر وتوقفت عندما قال :

هناك مقولة عسكرية تقول

” لا ترقص على انغام العدو”

قلت بدهشه :  بمعنى؟ قال: لا تجعل العدو يحركك كما يريد بل لابد أن تحرك عدوك كما تريد انت تهاجم فى الوقت الذى يناسبك انت وهذا ما حدث فى حرب السادس من اكتوبر عكس ما حدث فى حرب 67, وعلى الرغم من حضور طاقم التليفزيون الاانه لم يتوقف عن الحوار معى بل اطال فى الاجابه عن اسئلتى وانهيت الحوار احتراما للعهد الذى قطعته على نفسى,

وعلى الرغم من مرور سنوات الا أن تلك المقولة ظلت تلاحقنى كظلى واثناء تواجدى بالاذاعه قابلنى المخرج الكبير عادل جلال فقلت له  لا ترقص على انغام العدو فنظر لى بدهشة وقال من قال هذه العبارة قلت المشير محمد على فهمى قال هل هى مسجلة بصوته قلت الحوار بالكامل مسجل معى  قال هذه العبارة تصلح عنوانا لمسلسل اذاعى واخذ يفكر بعمق وقال  على التتر نضع صوت المشير  محمدعلى فهمى  فى تلك المقولة ثم اخرج من درج مكتبه شريطا ووضعه فى جهاز الكاسيت و استمعنا  لموسيقى , ثم قال هذه هى موسيقى لا ترقص على انغام العدو, بعد هذااكتشفنا اننا قمنا بتخيل تتر مسلسل واختيار الموسيقى. وقلنا فى صوت واحد… اين قصة المسلسل؟ ضحكنا كيف استهوتنا الجملة ونسينا قصة المسلسل قال لى المخرج عادل جلال انت مؤلف عليك ان تجد القصه التى تتلائم مع تلك المقوله, وبالفعل تولدت عندى فكره  تحكى قصه شهيد ابنه اصبح مذيعا بالاذاعه  وقام بعمل العديد من التسجيلات مع ابطال حرب اكتوبر, فى يوم يتقابل مع احد القاده الذى يحكى له قصة شهيد ويتضح ان هذا الشهيد هو والده , ويتفقا  بعد ذالك على اللقاء مره اخرى, ولكن بعد خروجه تصدمه سياره وينقل الى المستشفى فى حاله غيبوبه ويفقد حقيبته التى كانت بها تسجيلات لحرب اكتوبر وتعثر عليها فتاه مستهترة  لدرجة انها كانت فى غيبوبة  ولكن عن المجتمع ,استمعت لتلك الشرائط التى غيرت نظرتها للحياه فى تلك اللحظه يعود البطل للوعى من جديد.
اعجب المخرج عادل جلال بالفكرة وبعد الانتهاء من تسجيل الممثلين لحلقات المسلسل قال  لى عادل جلال:أيه رايك اسم المسلسل( الرقص ع انغام الوطن) قلت لماذا التغيير؟ واين صوت المشير محمد على فهمى قال سيقول المشير مقولته (لا ترقص على انغام العدو) هنا ترد  المذيعة (الرقص على انغام الوطن) وكأن المذيعه هى مصر وكأنها تقول ابدا نحن دائما نرقص على انغام الوطن.

واليوم وبعد تلك السنين, وبعد أن أخذ العدو أشكالا جديده, علينا ان  نعيدطرح السؤال على انفسنا هل نحن الان نرقص على انغام الوطن؟ ام نرقص على أنغام العدو.