يا غرفة الصناعة إنهم لا يتغيرون.. حاتم الكسوانى

ونحن صغار كنا نتحسس من كل أجنبى “اشقر” يتجول في شوارعنا، بل ان قصصا تروى عن شكوكنا بهم والنظر إليهم كجواسيس لدرجة اننا كنا نرفض تجولهم في شوارعنا او تمكينهم من  إلتقاط صور لأي معلم فيها… وكنا نفهمهم ذلك بلغة العربيزي مثل “ابيش بيكتشر، لويش بيكتشر”.

كل ذلك كان لإحساسنا بأننا مستهدفون بالسوء  من قبلهم وأننا مكلفون بحماية وطننا أينما تواجدنا.

ذات القصة واجهتني بعد عديد من السنين فقد اخترت من قبل إدارة الإعلام في منظمة العمل الدولية كمنسق  لأعمال فيلم حول السلامة والصحة المهنية في الأردن وفي عدد من دول المنطقة.

وكانت مهمتي كمنسق للفيلم  ان أعد وأسهل لمخرجه “ماريو جوتنبرغ”  زيارة الأماكن وتناول القضايا التي تحقق غاياته.

لم نتفق انا وماريو  منذ  اللحظة الأولى لتصوير مادة الفيلم حيث كان المطلوب أن يبدأالفيلم  بأخذ لقطة عامه لوسط عمان من جبل القلعة يظهر فيها المدرج الروماني وقد ألح ماريو بأن يبدأ الفيلم بلقطة ضيقه لحمار يسير في المكان ليوسع منها zoom out إلى حركة pan right نحو المدرج الروماني وهنا كانت مهمتي كمنسق للفيلم أن أوفر الحمار المراد إظهاره وأختلفنا على الأمر فقلت له
الحمير غير موجودة هنا وإن كان هدفك تصوير حمار فأذهب للريف حيث تجده.
وسألته هل هدفك أن تبرز شيئا ما في ذهنك ام ان العمل خاص بقضايا السلامة والصحة  المهنية… واسقط بيده وأضطر أن ينفذ المشهد كما هو بجمالياته دون حمار.
لقد صممت أن أبرز كل ماهو إيجابي في بلدنا وأن أعطل كل مايرغب إبرازه من الصور السلبية فكانت سلسلة من الخلافات بيني وبينه.

ولكن بقي السؤال الكبير يعتمل في ذهني.

لماذا يرغب هؤلاء أن تبقى صورتنا كعرب شائهة أمام العالم؟
لماذا لا ينقلون الواقع كما هو؟

كانت هذه الأحداث والصور بين ستينيات وتسعينيات القرن الماضي ،لكننا دخلنا قرنا جديدا آملين ان تتغير نظرة النخب الغربية الذين يخططون سياسات بلادهم وأهدافها للمديات الطويلة نحونا ونحو منطقتنا العربية ، لكننا اليوم ادركنا ان لديهم إستراتيجية لا يخالفوها، وهي تتمحور حول تدمير كل قطاع واعد او تجربة مضيئة في مسيرة. بلدنا وباقي البلاد العربية.

ادركنا ذلك بعد قرائتنا لرد غرفة صناعة الأردن التي تقود القطاع الصناعي في بلدنا و الذي يمثل تجربة واعدة ومشرقة في حياتنا الإقتصادية من  تحقيق متحيز وغير منصف لصحيفة الجارديان البريطانية  بحق صناعة الألبسة الأردنية :

وفيما يلي بعض ما جاء في رد غرفة صناعة الأردن على تحقيق صحيفة الغارديان البريطانية :

” ووصفت الغرفة التحقيق الصحفي الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن واقع المصانع في الأردن، بأنه أظهر قدراً كبيرا من التحيز وتسليط الضوء على سلبيات تشكل حالات فردية وتنتشر في مختلف أنحاء العالم، والدليل على ذلك إستناده الى رأي عامل وافد واحد فقط من أصل 76 الف عامل يعملون في قطاع الألبسة المصدر في الأردن، مما أفقده الكثير من المصداقية والمهنية.

وأكدت الغرفة ان هذا التحقيق الصحفي خارج عن كونه تحقيقاً يقدم الحقائق للرأي العام، بل على العكس يقدم معلومات مغايرة تماماً للحقيقة ولواقع الحال، ما يسيء لسمعة الأردن بشكل عام، وللمصانع الأردنية على وجه الخصوص.

وعليه نقول : يا غرفة الصناعة إنهم لا يتغيرون.

مقالات ذات صلة