غارديان: تطبيع الإمارات مع إسرائيل يقوض حل الدولتين

قال الكاتب الصحفي البريطاني إيان بلوك إنه رغم أن “التطبيع مع إسرائيل” جملة ما زالت تعد قذرة في اللغة العربية، فإن ذلك لم يمنع الإمارات العربية المتحدة، ثاني أكثر دول الخليج ثراءً وقوةً، من إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، بوساطة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأوضح بلوك في مقال بصحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية أن إسرائيل لم تتمكن منذ إنشائها قبل 72 عاما من توقيع أكثر من معاهدتي سلام فقط مع دول عربية؛ إحداهما مع مصر عام 1979 والثانية مع الأردن عام 1994، وإن اتفاقية السلام مع الإمارات ذات طبيعة مختلفة، لأنها لم تخض أبدًا أي صراع عسكري مع إسرائيل، ولذلك فإن تطبيعها مع تل أبيب يبعث رسالة سياسية قوية تكسر النظرة التي تحظر التطبيع.

ورأى أنه رغم علاقات التعاون بين أبو ظبي وتل أبيب التي تعززت وأصحبت أكثر وضوحا على مدى السنوات العشر الأخيرة، فإنه ما زال من المفاجئ كون الإمارات قد ذهبت إلى حد إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل بدلا الاستمرار في علاقاتها السرية معها.

وأوضح أنه من الصعب تفسير الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات على أنها إحياء للآمال المتلاشية منذ أمد بعيد في التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يعد أكثر صراعات العالم استعصاءً على الحل، الأمر الذي يصب في مصلحة إسرائيل أيضًا.

وأشار المقال إلى أن أحد أسباب خطوة التطبيع الإماراتية يعود إلى اختلاف الأجيال الحاكمة في الإمارات، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، التي باتت عرضة للتهميش في أوساط النخب الخليجية هذه الأيام، في حين ينصب اهتمام نجله محمد بن زايد على إرضاء دونالد ترامب وإبقاء الولايات المتحدة منخرطة في شؤون الشرق الأوسط.

ورأى الكاتب أنه مهما كانت دوافع الإمارات لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، فإن الخطوة تمثل تغييرا في التضامن العربي مع الفلسطينيين.

وقال إن السؤال المثير للقلق هو كيف يمكن التوصل إلى حل يشمل دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل من خلال المزيج السام المكون من ترامب ونتنياهو والانقسام الفلسطيني والعربي الأوسع؟

وخلص المقال إلى أن الحديث الدائر مؤخرا عن إمكانية التوصل لحل الدولة الواحدة التي تضمن حقوقا متساوية للعرب واليهود غير قابل للتحقق، وأن التخلي عن الفلسطينيين يعد فكرة سيئة مهما كانت دوافع واشنطن وتل أبيب وأبو ظبي.

مقالات ذات صلة