أستشهد ابو العبد ولم ينقطع الامل بالتحرير

حاتم الكسواني

الشهيد المناضل إسماعيل هنية كان قد توقع استشهاده ، ولكنه وضع الأسس لمن يليه ولابناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية .

ومن أبرز الأسس التي تركها هنية لنا وقالها ثلاثة

إننا لن نعترف بإسرائيل .

ووصف هنية معركة تحرير  الوطن  الفلسطيني بقوله :

أنه جهاد .. نصر أو إستشهاد .

ووصفا للصمود الفلسطيني  قال هنية«لن تسقط القلاع، ولن تُخترق الحصون، ولن يَخطفوا منا المواقف بإذن الله .وأكد هنية على ضرورة توفر الإرادة لتحقيق النصر عندما قال :«نحن قوم نعشق الموت كما يعشق اعداؤنا الحياة. نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة» .

كما أكد هنية على تفضيل الموت على أن يذل الإنسان الفلسطيني عندما قال

«لا وألف لا.. الموت ولا المذلة.. الموت ولا المساومة على حرية هؤلاء الأبطال -يقصد الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار .

وهكذا علمنا هنية  الدرس  بأنك لا تستطيع أن تحرر بلادك و تنتصر على عدوك دون أن تبذل الدم والأرواح في سبيل ذلك ، فغصت كلماته بإشارات عديدة تشي بإيمانه بأن الجهاد ومايتبعه من استشهاد هما طريق النصر على عدونا الصهيوني ، كم غصت كلماته بتوجيهات للإنسان الفلسطيني على تفضيل الموت على أن يُذل من عدوه ومحتل أرضه .

وقد آمن هنية بحتمية النصر والعودة بتعويله على مواصلة الأجيال الفلسطينية لمسيرة الأجداد والآباء مؤكدا ” بالإشارة إلى نفسه ” بأنه لو سقط على طريق النصر شهيدا أو سقط غيره من القادة  فإن الأجيال الفلسطينية ستكمل المسيرة ..  وتكمل المشوار

استشهد الشريف العفيف النظيف وترك إرثا لايسقط أبدا .. إرثا من القواعد المرفرفة في ذاكرة الأجيال الفلسطينية كراية  جعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه وزيد بن حارثة التي لم تسقط بل سلموها لبعضهم البعض إلى أن وصلت إلى خالد بن الوليد الذي انتصر لأمته في أكثر من معركة….. وكذا اسماعيل هنية ومن سبقوه من قادة حماس الذين استشهدوا وما سقطت رايتهم بل سلموها لبعضهم البعض إرثا لمن سيصنع النصر الفلسطيني يومًا .

واقتبس مما كتبه عنه ابناء غزة إذ قالوا :

قال احدهم : عـاش بسيطاً وكنت أشعرُ حينما أمر بجواره انه ليس من الأثرياء!!

وقال آخر :  حين كان يزور ملعب الشاطئ ويصافح اللاعبين كأنه ليس بالقائد وكان ينادينا باسمائنا و لمن لم يكن يعرف إسمه كان  يناديه ” يا حبيبي ” .

لم يكن يَردُ السائل .. وأعان الكثير من الفقراء ..
وستر الكثير من البيوت .. وزوج الكثير من الشباب

وقال ثالث :  في خطبة العيـد عندما كان يعتلي المنبر كان يقول يا اهل غزة  أعدكم بالنصر والفتح المبين عما قريب!!

لقد رحلت يا قائدنا ويا مولانا ويا سيدنا ويا قُرة عيوننا لكنك تركت إرثاً خالداً سيبقى حاضراً معنا

حتى اذا تحررت ارضنا نقول : هذا الجيل الذي أعده ابو العبد لنا.

مقالات ذات صلة