هل نعرف صناعتنا ؟!… حاتم الكسواني

فقط الذين عايشوا قطاع الصناعة منذ سبعينيات القرن الماضي وقبل ذلك وبعده يعرفون أين كانت الصناعة الأردنية وماذا كانت تعني للمستهلك الأردني واين أصبحت وإذا تغير موقف المستهلك الأردني  منها أم لا .

إن مجرد ذكر مجموعة من ماركات السلع الأردنية او أسماء الشركات التى كانت تنتجها وكيف كان موقف المستهلك الأردني منها كفيل بالتأكيد على أن المستهلك الأردني لم يكن يرض عن السلعة الأردنية بديلا.

من منكم قراءنا الأعزاء يذكر بطاريات السيارات التي كانت تنتجها شركة البطاريات الأردنية لعائلة حجازي وكيف تم إغلاقها بسبب ضرورة إلتزامها بتغيير خطوط إنتاجها لتخلو البطاريات التي تصنعها  من مكونها من الرصاص حفاظا على البيئة  .

ومن يذكر قميص C. J. C الذي لم يكن الأردني يقبل غيره بديلا حتى ولو كان قميص  أشهر الماركات العالمية.

وتلفزيون جولد ستار “GOLD STAR” الذي طغى بمبيعاته على مبيعات كل ماركات التلفزيونات العالمية، حيث رفع شعار ” بعقول وسواعد أردنية”

هل تعرفون بأن المدخنين ما كانوا يستمتعون إلا بتدخين سيجارة فيلادلفيا الأحمر، وقد كانت هدية الأردنيين لأصدقائهم خارج الأردن، وأن الرجال الأردنيين كانوا يبدءون نهارهم بحلق ذقونهم بمعجون إيرازميك من منتجات شركة الإنتاج للمعاجين والمواد الغذائية الكائنة في منطقة الرصيفة ولكن سوء إدارة بعضها وظروف أخرى أدت إلى إغلاق كثير من مصانعنا كمصانع السجائر الأردنية التي كانت تغنينا عن إستيراد السجائر الأجنبية ومن ثم إحلال مصانع أجنبية محل مصانعنا الوطنية للسجائر.

وكم افتخرنا بمنتجات المكيفات الهوائية  بترا التي وصلت صادراتها لان تحتل أبراج الأمبيرستيت في الولايات المتحدة الأمريكية

أيضا فإن مصانع الورق الصحي، فاين الأردنية أصبحت صناعة عالمية تصنع او توزع كصناعة أردنية  في العديد من الدول العربية والأجنبية وكذلك مثلها منتجات العملاق لصناعة المنظفات والصناعات الكيماوية و دهانات ناشيونال وسايبس والقدس وغيرها من أنواع الدهانات، ناهيك عن أدوية شركة الحكمة  وشقيقاتها من الصناعات الدوائية ومنتجات الطاحونة الزرقاء الغذائية لشركة. عدنان الخضري واولاده التي غزت الأسواق الأمريكية وأسواق عالمية أخرى، والعديد من مصانع الحديد والصلب ومصانع إنتاج الآلات والمعدات الإنتاجية التي تمثلها شركة عاشور للصناعات المعدنية ومثيلاتها.

وبرز كثير من المصانع الرائدة التي صمد بعضها حتى يومنا هذا و هجر بعضها البلاد للخارج او أغلق مصانعه نتيجة إرتفاع كلف الإنتاج وكثير من القرارات التي منعت كل أشكال الحماية للصناعات الأردنية كالحماية الإغلاقية او الضريبية او الجمركية وحتى نظام الكوتة كشكل من أشكال الحماية

وقد كان لإتفاقيات التجارة الحرة والإتفاقيات الإقتصادية الثنائية بين الأردن وكثير من الدول العربية والصديقة اكبر أثر سلبي على تقدم وصمود صناعتنا الوطنية بسبب تجريدها من قدرتها التنافسية مع صناعات الدول المقابلة بالإتفاقيات.

فمن الصامدين مصانع دحدل للصناعات الهندسية   “صوبات الغاز  رومو وخطوط الأجهزة الكهربائية التابعة لمصانعها” ومنتجات يونيفرسال لصناعة أفران الغاز التي نافست كل الصناعات الأجنبية المماثلة لها  في أسواقنا.

ومن الصامدين أيضا منتجات جنرال للمنتجات الهندسية والكهربائية كالثلاجات والمكيفات، ومجموعة الزمار للرخام والجرانيت والحجر الطبيعي والفقير لإنتاج الواح الألمنيوم وإكسسواراتها وغيرها الكثير

أما المصانع التي إختفت وكان بعضها ضخما وإستراتيجيا مصانع الزجاج الأردنية في معان  ومصانع الدباغة ، والاردنية لصناعة السيراميك. والغزل والنسيج والكبريت  في الزرقاء وغيرها كمصانع الشماغات والألبسة والأحذية  في مواقع أخرى.

وإذا أضفنا لمصانعنا المجموعة الكبيرة والمتنوعة  من الصناعات الغذائية و الصناعات الإستخراجية والتحويلية القائمة كمصانع الأسمنت والفوسفات والبوتاس والكربونات فسوف ندرك بأننا نستند إلى قاعدة صلبة من المؤسسات الصناعية التي تستحق كل الدعم نظرا لأدوارها الحيوية في حياتنا الإقتصادية التي تتمثل في تأمين فرص العمل لأبناء مجتمعنا الأردني ورفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة التي تصنع أمنها المالي وتأمين الأمن السلعي لمجتمعنا من خلال توفيرها مختلف السلع لمختلف الإستخدامات…. وما توفير المصانع الأردنية لحاجات الأردن من المعقمات والكمامات في ظروف إنتشار الكورونا عالميا إلا دليلا على أهمية وإستراتيجية صناعتنا الوطنية.

 

مقالات ذات صلة