المشروبات العثمانية.. نكهات فريدة وفوائد صحية تنعش الصائمين
بنكهات فريدة لذائقيها، وزينة تشكّل عرضا بصريا رائعا لناظريها، تتنوع مذاقات المشروبات العثمانية وفوائدها، محاولة الصمود بوجه الاندثار، والعودة لتفاصيل الحياة اليومية للناس.
وتعتبر المشروبات العثمانية من العناصر الرئيسية في المطبخ التركي، فهي دواء للكثير من الأمراض، وسوائل لا يمكن التخلي عنها خصوصا في شهر رمضان، لما تبعثه من انتعاش في نفوس الصائمين.
وكانت هذه المشروبات تُستخدم في عهد الدولة العثمانية عوضا عن الماء والدواء، وكان يتم تنظيم شروط بيعها وتقديمها بقوانين خاصة، إلا أن تناولها قل بشكل كبير هذه الأيام.
علي غولر؛ صاحب مطعم خاص بالمأكولات العثمانية التقليدية، بمنطقة “قاضي كوي” في إسطنبول، يسعى لإحياء تقاليد المشروبات العثمانية.
ويقدّم علي لزبائنه 48 نوعا من المشروبات العثمانية بعد تجهيزها بعناية ودقة، حسب الخلطة الأصلية لكل منها، حيث تتلون بكافة ألوان الطبيعة، لتقدم بذلك نكهات فريدة لذائقيها، وعرضا بصريا رائعا لناظريها.
وفي حديث للأناضول، قال علي إنه يقدم في مطعمه 720 صنفا من المأكولات العثمانية والتركية، كما يقدم أيضا المشروبات العثمانية منذ 15 عاما.
وأضاف أن محله اُفتتح من قِبل جده ووالده قبل 53 عاما، وكان في ذلك الحين دكانا للحلويات والمعجنات، قبل أن يحوّله لاحقًا إلى مطعم، ومن ثم إلى مطبخ عثماني وتركي منذ عام 2003.
وأوضح علي أنه ينتمي إلى الجيل الثالث في هذا المحل، وأن ابنته ستستمر بالعمل من بعده على إحياء هذه الثقافة.
وعن كيفية حصوله على أسرار المشروبات العثمانية، قال إنه حصل من صديق على دفتر يعود لجده الذي كان يعمل رئيسا للطباخين في القصر العثماني.
في ذلك الدفتر، عثر علي على وصفات لصناعة المشروبات، ولكنها كانت مكتوبة باللغة العثمانية القديمة، ما جعله يهمل أمر الدفتر برمته لسنوات طويلة في مكان ما.
غير أنه وبتذوّقه، ذات يوم، شراب التمر الهندي، تذكّر علي الدفتر على الفور، وقرر استثمار وصفاته لصنع ذلك المشروب الساحر.
ومتابعا: “ترجمت الكتاب إلى التركية، وصنعت مشروب التمر الهندي في البداية، لكن مع مرور الزمن، وجدت أن الكتاب كنز حقيقي، حيث أننا ننجز كافة المشروبات اليوم حسب الوصفات المذكورة فيه”.
ولفت غولر إلى أن التمر الهندي يعد “سلطان المشروبات العثمانية”، إذ يعتبر الأكثر مبيعا في مطبخه، نظرا لمزاياه المتعدّدة، أهمها تكوين خلايا الدماء، وبعث الطاقة في الجسم، كما أنه يمكن للجميع تناوله، بمن في ذلك الحوامل والرضّع.
أما شراب الخزامى، فقال إنه يتميز بخاصياته المهدّئة، تماما كما يتميّز كل مشروب بخصائص وفوائد معينة، خصوصا وأنّ المطبخ العثماني يتضمن مشروبات من جميع الأزهار تقريبا.
وفيما يتعلّق بالمشروبات المقترحة خلال شهر رمضان الكريم، نصح غولر المواطنين بشرب كأسين من التمر الهندي يوميا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيام، فضلا عن تناول الورد والنعناع وشقائق النعمان والتوت البري.
وحذر غولر من وضع قطع الثلج في المشروبات، داعيا لوضع المشروب في الثلاجة لنحو 4 ساعات قبيل شربه بدلا من ذلك.
وأوضح بأنه صنع مشروبا خاصا بمرضى السكري، يتكون من التفاح الحامض الذي ينمو في جبال ولاية قاستاموني شمالي البلاد، ولا يحتوي على سكر أو مواد تحلية، ويساهم في تخفيض نسبة السكر لدى المرضى.
وختم بأن “المطعم يقدم المشروبات العثمانية على مدار 365 يوما، لكن النسبة الأكبر من المواطنين لا يتذكرونها إلا خلال شهر رمضان مع الأسف”.