شاكوش .. المسامير…الأوبرا

بقلم شريف عبد الوهاب

يشعر البعض منا بالتشاؤم , بعد ظهور( شاكوش ) بأغنية (بنت الجيران), ووجود كلمات  لاتتناسب مع أخلاقيات المجتمع , مما أدى الى منعه هو ومن يغنون أغانى المهرجانات من الغناء.

ورغم هذا أعلن اننى متفائل إلى أبعد حد ,على أن تفاؤلى لايعفينى أبدا من الشعور بخيبة الأمل,  لما وصل إلية حال الغناء,وما يجعلنى متفائلا ,هى نظرة طويلة  الى الوراء إلى الستينيات, وهناك ألتقط هذة الجملة  للموسيقار بليغ حمدى ,حيت قال: المسامير  ياابنودى؟ هكذا كان إندهاشه من كلمة في أغنية قدمها له الشاعر عبد الرحمن الابنودى, الذي  أراد أن يستثمر نجاحه مع محمد رشدى , بعد أغنية (تحت الشجر يا وهيبة) فاعطى كلمات اغنية ( عدوية) لبليغ حمدى ,الذى توقف عند جملة (فى ايديا المزامير وفى قلبى المسامير), ودار جدل واسع حولها, وكانت وجهة نظر بليغ , خوفه الايتقبل الجمهور والنقاد هذه الكلمة, وأن يتركوا كلمات الاغنية  وينتقدوا المسامير, لانها  كلمة صعبة لم تذكر فى القاموس الغنائى من قبل.
لكن الابنوى أقنع بليغ وقال : هى  كلمة موحية  مثل إسم بطلة الأغنية عدوية, نعم هى كلمات من طين هذة البلد , لكنني اتخير الكلمات ولا استعير كل الكلمات الشعبية, فهى لا تؤذى المشاعر أو المجتمع, بقدر ما تشعرنا بمرارة  الالم والوجع.

أخذ بليغ الكلمات واستطاع  أن يوظف كل هذة الصورة في لحن من أجمل الالحان الشعبية، وما أن أذيعت الأغنية حتى أحدثت ضجة هائلة، وتناولت بعض البرامج  الاذاعية هذة الاغنية بالتحليل خصوصا كلمة المسامير, على اساس انها كلمة جديدة على الغناء, وكان  عبد الحليم يرصد هذا النجاح للابنودى, ولفت انتباهه هذا اللون الشعبى و طلب التعاون معه،  وقال: أنا عايز أغنية باللغة بتاعتك دي عشان عاجباني، بس أنا مقدرش أقول (المسامير )

فكانت أغنية (أنا كل ما أقول التوبة) وأصر الابنودى ان يقوم بتلحينها بليغ حمدى، الذى كان وقتها على خلاف مع حليم ,ونجح الخال في جمعهما مرة أخرى، لكن عبد الحليم اراد أن يغنى الاغنية الشعبية ولكن بطريقة مختلفة, فاسند توزيع اللحن الى الموسيقار على اسماعيل,  إلا أن الابنوى حين سمع الأغنية أول مرة  استغرب ,وقال  توزيع على إسماعيل للاغنية لم يعجبنى لانه «مودرن جداً» واخل بكلمات الاغنية, لكن عبد الحليم كان يريد أن يقدم الاغنية الشعبية في ثوب عالمي, وحتى لايكون تكرارا للفنان محمد رشدي في اللون الشعبي.

اذكر هذة القصة لكي اوضح مدى الاهتمام  والتدقيق من الفنانين  في الستينات بالكلمة وباللحن, ومحاولة كل فنان أن يكون متميزا, بحسن أختيار الكلمات والالحان والتوزيع.

لهذا أعلن إننى متفائل إلى أبعد حد, لاننا لدينا رصيد وإرث ثقافى وفنى كبير, كان سندا  وحائط صد فى احرج  المحن  التى مرت على مصر , اليوم اشعر باننى من الممكن أن اكون اكثر تفاؤلا,

ستقول كيف وهناك مثل هذة الاغنيات ؟

اقول لك إنه ا(الاوبرا) تستطيع أن تقوم بهذاالدور, فهى قادرة أن تعيد بوصلة الذوق الفنى.

عندما تدخل دار الاوبرا تتمنى ان تكون اكثر من واحد لكى تتابع جميع الانشطه المختلفة, لانها تقدم الثقافة والفن من النقطة المضيئه نقطة الفن الجميل, فهى بحق قبلة الفن الراقى, التى تقدم الباليه  والامسيات , كما تجوب و تتوجه الى الشمال والجنوب لتحافظ على الامن الثقافى للمجتمع ,وأطالب  بالالحاح الاعلامى  المنظم ,لنقل فعليات الاوبرا,لتصل الى جميع افراد المجتمع , فنحن فى عصر نبنى الحجر, فلزاما علينا أن  نبنى البشر, وقديما قالوا

١(قل لى ماذا تسمع أقل لك من أنت)

 

مقالات ذات صلة