باليوم الدولي للتعليم .. ملايين الأطفال والبالغين محرومون من «فرصته»

حرير _ تحتفل دول العالم بما فيها الأردن باليوم الدولي للتعليم الذي هو حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة، فيما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 24 كانون الثاني/ يناير يوما دوليا للتعليم، احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، فيما الحق في التعليم هو حق تنص عليه صراحة المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تدعو إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي وتذهب اتفاقية حقوق الطفل، المعتمدة في عام 1989، إلى أبعد من ذلك فتنص على أن يتاح التعليم العالي أمام الجميع.
وسيركز احتفال عام 2020 على التعليم والتعلّم الناتج عنه، كأهم مورد متجدد، وسيؤكد مرة أخرى الدور الذي يضطلع به التعليم بوصفه حقاً أساسياً ومنفعة عامة. وسيحتفي بالسبل العديدة التي يمكِّن فيها التعلّم السكان ويحافظ على كوكب الأرض ويؤسس لرفاهية مشتركة ويعزز السلام، فيما يواجه الأردن مشكلة الأمية من خلال تشجيع الأفراد الذين لا يتمكنون من القراءة والكتابة الالتحاق في برامج محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم وهي موجودة في كافة المحافظات.
الأردن أدرك
بدورها نوهت وزارة التربية والتعليم مؤخرا، أن «الأردن أدرك… خطورة الأمية، وما تسببه من عقبات أمام برامج التنمية المستدامة، فعملت الوزارة على فتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية وتوسعت فيها حتى شملت جميع أرجاء المملكة، لتوفير فرص تعليمية لمواطنين حالت ظروفهم دون مواصلة تعلمهم، وهم في سن التعليم المدرسي، وأصبحوا يشكلون عائقا أمام برامج التنمية رغم رغبتهم بمواصلة التعلم».
وذكرت وزارة التربية والتعليم أنها «تدرك مخاطر مشكلة التسرب المدرسي، وما تعكسه من إفرازات سلبية تسهم في رفد الأمية وتغذيتها»، فيما دعت «كل من لم يلتحق بالمدرسة بسبب ظروفه الاجتماعية أو الاقتصادية للالتحاق بالبرامج المختلفة التي تقدمها في مجال التعليم غير النظامي كل حسب البرنامج المناسب له».
يتطلب التزام
بدورها الدكتورة هند البريزات الباحثة في علم الاجتماع علقت على الامر بالقول، لتحقيق حق التعليم للجميع فان هذا يتطلب التزاما شاملا ووضع خطط وسياسات من الجهات المعنية من الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والأفراد من أجل الحصول على تعليم جيد وتعميم الانتفاع به والسعي لتحقيق التنمية تبعا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 ضمن منظور شامل للتعليم مدى الحياة.
ونوهت البريزات إلى أن العلم ينير حياة أفراد المجتمع مهما اختلفت فئاتهم وأماكن سكنهم وأعمارهم؛ فالتعليم بمثابة غذاء للعقل به تتقدم الأمم وتزدهر وتنصقل الشخصية وتتطور، كما أنه أداة تمكين مؤثرة تساهم في نهوض الأفراد بأنفسهم وتحقيق أهدافهم وهذا لا يتم الا بالحصول على فرص متكافئة بالتعليم للجميع من خلال توفير المراكز والمؤسسات التعليمية التي تتناسب مع حاجات الأفراد التعليمية.
ولفت البريزات الى أنه كما أشار موقع اليونسكو لا زال ملايين الأطفال والبالغين محرومين من فرصة التعليم نظرا لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية أو بسبب الكوارث الطبيعية والحروب، كما ينبغي التركيز على نوعية التعليم والمناهج التعليمية وتقييم مخرجات العملية التعليمية لضمان حصول الافراد على التعليم المناسب. وصف نيلسون مانديلا التعليم بأنه أقوى سلاح يمكن استخدامه لتغيير العالم، فمما لا شك فيه أن التعليم محرك رئيس لمعالجة الظواهر والآفات المجتمعية وللتصدي لأي أزمة ولتحقيق النجاح والتقدم في المجالات الصناعية والمحافظة على البيئة وخلق بيئة مجتمعية واعية وآمنة ومثقفة مسلحة بالعلم تتطلع لتحقيق كل ما هو أفضل.
ورأت البريزات ان التعليم حق اجتماعي أساسي للإنسان ومصلحة عامة مكفولة لجميع أفراد المجتمع كافة بالدستور والتشريعات والمواثيق الدولية كما حثت الديانات السماوية على طلب العلم؛ إذ جاء في قوله تعالى ( وقل ربي زدني علما)؛ لما له من أهمية في حياة الأفراد منها تشكيل وعيهم وتحديد توجهاتهم وضبط سلوكياتهم واطلاعهم على ثقافات مختلفة و اكتساب المهارات والمعارف المختلفة، إضافة الى منحهم الوسيلة للمشاركة في مجالات الحياة المختلفة واختيار مستقبل أفضل، كما أنه يمدهم بقيم إنسانية هامة مثل التسامح والاحترام والسلام وغيرها من القيم كون التعليم يلازم الأفراد في مراحل حياتهم المختلفة، ولما يعود بالنفع عليهم بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، كما أنه للحق في التعليم أهمية بالغة الأثر في المجتمعات تتجسد في أنه من خلال الحصول على العلوم المختلفة أو اجراء البحوث العلمية فانه يعمل على تمكين الأفراد في ميادين مختلفة إضافة الى تمكينهم من معرفة حقوقهم المختلفة وتفعيلها والدفاع عنها؛ الأمر الذي يتطلب حدا أدنى من التعليم لتفعيل الحقوق والواجبات واحترامها، وبأنه عامل مهم جدا في خلق أجيال مؤهلة للنهوض بالمجتمع وتنميته وتحقيق حياة كريمة للأفراد والحد من الأمية والجهل، ولكون التعليم من أساسيات الحقوق وأهمها في النهضة بالمجتمعات وتنميتها تم اعلان يوم 24 كانون الثاني يوما دوليا للتعليم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يذكر بانه من دون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب، واليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية.؛ وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.

مقالات ذات صلة