الحرب أولا…أولوية إسرائيل

سميح المعايطة

حرير- كل الأحاديث خلال الفترة الماضية كانت عن صفقة محتملة بين حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى ووقف العدوان لفترات تصل إلى عدة اسابيع، تسمع من الوسطاء فتشعر أن الصفقة على الأبواب لكونهم متفائلين، وتسمع من حماس فترى شرطها الأهم وهو وقف العمليات العسكرية في غزة وانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من غزة، وعلى الطرف الآخر تسمع نتنياهو الذي يعلن أن جيش الاحتلال لن يوقف الحرب حتى يحقق أهدافه وأنه لن يقوم بالإفراج عن آلاف الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال.

أحد المسؤولين الأميركيين تحدث لإحدى الوكالات العالمية بأن على المتابع أن لا ينظر للتشدد في الإعلام؛ لأنه ليس أكثر من مواقف، وربما يتحدث عن موقفي إسرائيل وحماس، أي أن التفاوض على الطاولة والضغوطات على الطرفين تكسر بعض التشدد في المواقف وتفتح الباب للوصول إلى صفقة.

مايسعى له الأميركان وبعض الدول الأوروبية وبعض العرب الوصول إلى اتفاق أوله صفقة تبادل أسرى وهدنة لأسابيع، لكنه يتدرج حتى يصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومسار سياسي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وهو أمر يعني نهاية الحرب ووقف العدوان، لكنه يحتاج إلى موقف إسرائيلي غير متوفر حاليا، وهو وقف الحرب، فالمواقف الإسرائيلية وتحديدا من نتنياهو ومعسكره وحتى داخل الإدارة الأميركية أن تستمر العمليات العسكرية حتى يتغير شكل غزة العسكري والسياسي والسكاني، وفي المقابل فإن ماهو غير متوفر في الجانب الفلسطيني أن حماس ما تزال موجودة، وليس هناك حالة فلسطينية سياسية يمكنها ملء الفراغ في غزة.

وربما القناعة عند أطراف كثيرة أنه حتى لو استمرت الحرب فإن حماس ستبقى في المشهد الفلسطيني ولن تغادره وأن على السلطة وحماس أن تتفقا على إطار سياسي فلسطيني يحوي خلافاتهما، وربما يبدو هذا الهدف ليس متاحا حتى الآن.

وإذا نجحت الضغوط من الوسطاء في كسر تشدد إسرائيل وحماس فإننا سنكون على موعد مع صفقة تبادل، لكن إن بقيت فقط صفقة وهدنة تشبه ما كان في المرة الأولى، فإن هذا يعني أن العدوان مستمر، وأن كل المآسي على الأرض ستزداد، وسنرى دمارا أكبر وشهداء وجرحى أكثر وأكثر، وستكون الساحة المقبلة للعمليات العسكرية بعد خان يونس في رفح آخر جغرافيا غزة قبل الحدود مع مصر، حيث شبه التهجير أكثر وضوحا سواء عبر البحرأو البر إلى دولة أو دول.

القراءة الواضحة البعيدة عن التفاؤل أو التشاؤم أن كيان الاحتلال لن يعود للخلف فالفرصة المتاحة اليوم ربما لن تأتيه بعد سنوات، وأن هدف تحجيم حماس عسكريا ليس برنامج نتنياهو وحده، بل برنامج المجتمع الإسرائيلي ومعه دول غربية، وأن موضوع إنهاء الحرب وتبادلا شاملا للأسرى وتفريغ سجون الاحتلال لاينسجم مع برنامج كيان الاحتلال، فنتنياهو ليس معنيا بعودة أسراه لدى حماس لكنه لا يستطيع الرفض مجاملة لعائلاتهم لكنه في داخله معني فقط بالحرب واستمرارها.

مقالات ذات صلة