الكنائس الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى موقع المعمودية.

حرير _ أحيت الكنائس الكاثوليكية في المملكة، أمس، يوم الحج المسيحي العشرين إلى موقع معمودية السيد المسيح (المغطس)، والذي يعد واحدا من أبرز المواقع المسيحية المقدسة في العالم بمشاركة 5 آلاف حاج.
وقبل بدء الشعائر الدينية، أقام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام مؤتمرا صحفيا قال فيه مدير المركز الكاثوليكي الأب الدكتور رفعت بدر، “اننا نحتفل بمرور عشرين عاما على بدء الحج إلى المغطس في العصر الحديث.

ففي 7 كانون الثاني (يناير) من العام 2000 كانت الاحتفالية الأولى، حيث تمت إضاءة ألفي شمعة صلاة بمشاركة كلّ الكنائس. وفي 21 آذار (مارس) من العام نفسه زارنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وصلّى في مطلّ مار الياس بمشاركة 40 ألف حاج”.

ولفت بدر إلى أن نهر الأردن قد حظي بزيارة كلّ من البابا بولس السادس العام 1964، والبابا بندكتس السادس عشر العام 2009، والبابا فرنسيس العام 2014، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الكنائس حول العالم، موضحا ان هذه الاحتفالية تشكل جزءا من الإيقاع السنوي لكنائس المملكة، حيث يحتفل بالجمعة الثانية من شهر كانون الثاني (يناير) من كل عام مع الكنائس الكاثوليكية، بينما في الجمعة الثالثة مع الكنائس الأرثوذكسية.

وأشاد الاب بدر بالجهود الرسمية والكنسية والسياحية والاعلامية التي شاركت في تسويق الموقع عالميا، ليتم اعتماده رسميا كموقع من مواقع الحج المقدس، بالإضافة الى ادراجه على لائحة التراث العالمي الإنساني العالمي من قبل اليونسكو.

وأشار راعي الاحتفال المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، المطران بييرباتيستا بيتسابالا، من جهته، إلى التطوّر الذي شهده موقع المغطس على مدار عشرين عامًا، بحيث أصبح من أبرز المواقع الدينية للحج المسيحي في الأردن، ناهيك عن كونه واحدًا من أهم الأماكن المقدسة للإيمان المسيحي. وقدّم باسم الكنائس الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني على ما يوليه من رعاية للأماكن الدينية المسيحية.

وقال مندوب وزيرة السياحة والآثار أمين عام الوزارة الدكتور عماد حجازين، إلى أن الأردن ينظر للمواقع الدينية المسيحية والإسلامية من مبدأ رسالته الخالدة في الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، وكذلك من منطلق وصاية الهاشميين وولايتهم الكاملة على القدس والمقدسات الدينية فيها.

وأكد إيلاء المملكة اهتمامها الكبير بهذه المواقع وتوفير الخدمات فيها، لتصبح في طليعة الدول الأكثر نهضة والأجمل موقفًا والأعرق تاريخًا في نماذج العيش المشترك والتعدديّة والاحترام.

واستذكر مدير عام هيئة موقع المغطس المهندس رستم مكجيان في كلمة ترحيبية في مقر الادارة، بدوره، الاحتفال الأول الذي أقيم في المغطس قبل عشرين عامًا، وتحديدًا في 7 كانون الثاني (يناير) 2000. موضحا أنه وبعد هذا التاريخ شهد هذا الموقع المقدس الفريد الكثير من الزيارات واللقاءات والأحداث المهمّة، كزيارة ثلاثة بابوات والعديد من رؤساء الكنائس والملوك والقادة من مختلف بلدان العالم، والكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والقبطية والانجليكانية ليصبح بذلك الموقع شاهدا على بناء جسور المحبة والسلام بين الإنسان.
وانطلق موكب الحج من جوار مركز الحج الروسيّ باتجاه كنيسة عماد السيد المسيح الكاثوليكية متقدمًا بالفرق الكشفية والشبيبة. وترأس المطران بيتسابالا القداس الحاشد، بمشاركة رئيس أبرشية الروم الكاثوليك في المملكة المطران جوزيف جبارة، ورؤساء وممثلي الكنائس الكاثوليكية في المملكة، ومتصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور باسم مبيضين ومدير شرطة غرب البلقاء العقيد علي القضاه والعديد من سفراء السلك الدبلوماسي.
وألقى المطران جبارة عظة القداس التي تطرق فيها إلى المعاني الروحية للمعمودية، مبينا أنها حدث تأسيسي في الديانة المسيحية، حيث يصبح الشخص من خلالها عضوا في الكنيسة، داعيا الحضور إلى رفع الشكر لله تعالى على نعمة المعمودية المقدسة، وإلى تجديد مواعيد معموديتهم وإعادة اكتشاف مفاعليها الروحيّة. ووسط تصفيق حار من الحضور العربي والاجنبي،

اعلن المطران جبارة ان السيد المسيح قد اختار الاردن ليكون موقعا لعماده الفريد في التاريخ.
واشتمل الاحتفال الديني الذي شارك به رؤساء وممثلو الكنائس الكاثوليكية (اللاتين والروم الكاثوليك والموارنة والكلدان والسريان والأرمن الكاثوليك) على مباركة مياه نهر الأردن، ورشه على جموع المؤمنين. ورفعت خلال القداس الصلوات والترانيم من جوقات متعددة بقيادة ميرا سميرات والشماس مالك فرحات من أجل ديمومة الأمن والاستقرار في المملكة، والسلام في عموم منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وفي نهاية القداس القى امين سر البطريركية اللاتينية الاب ابراهيم الشوملي كلمة شكر خلالها الجهات الرسمية والكنسية والامنية والجيش العربي ووسائل الاعلام على الجهود المشتركة المبذولة لإنجاح هذا الاحتفال السنوي.-

(بترا)

مقالات ذات صلة