“سيوف الكرامة”.. هل تمرّن الجيش العربي الأردني على التصدّي لـ”غزو إسرائيلي”؟

حرير –  منقول عن ”رأي اليوم”:

يبدو أن الأزمة الباطنية بين عمان وتل أبيب ضربت في العمق أيضا وليس فقط بالقشرة السياسية مع حكومة اليمين خصوصا بعد سلسلة من المنازعات والتصريحات والأهم الإجراءات العدائية بين الجانبين.

بالتزامن مع إصرار السلطات الأردنية على تقديم “متسلل إسرائيلي” إلى محكمة أمن الدولة وتنظيم المحكمة علنا بدلا من تسليمه كما كان يحصل في الماضي فتح الإعلام الإسرائيلي الضوء على تمرينات عسكرية أردنية تعيد ضمنيا تعريف إسرائيل ك”عدو” وليس كشريك في عملية سلام.

 وفقا لمصادر أردنية عميقة لا تزال التدريبات والمناورات العسكرية الأردنية الداخلية تفترض بأن إسرائيل هي العدو الذي يحتمل أن يخطط للتوسع شرقا على حساب المملكة الأردنية الهاشمية.

ويؤكد أحد سفراء الغرب في العاصمة عمّان بأن لديه معرفة بأن عقيدة الجيش العربي الأردني الخاصة لا تؤمن بالتحالف ولا الشراكة مع إسرائيل مع الإشارة لأن كل الترتيبات إما سياسية أو أمنية فقط منذ عام 1994.

الإصرار على علنيّة محاكمة المتسلل الإسرائيلي واتهامه بإحضار مخدرات بالرغم من انسحاب إسرائيل من الباقورة وإفراجها عن أسيرين أردنيين بدعم من “حلقات أمريكية” أصبح مؤشرا حيويا على أزمة أعمق بكثير مما يعتقد كثيرون.

لدى الجانب الأردني معلومة اكيدة على أن اليمين الإسرائيلي وضع مع مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر خطة مكتوبة وكتومة تقضي بأن تسيطر الولاية الهاشمية الأردنية على شريط بخمسة كيلو مترات فقط في حضن الحرم المقدس في القدس المحتلة، بمعنى أن تنحصر الولاية الأردنية على المسجد الأقصى ومسجدين صغيرين يتبعان له.

وهي خطوة بقمة الإحراج والخصومة بالمقياس الأردني تعيد تصنيف إسرائيل كشريك لم يعد شريكا.

ومن هنا تبرز الإشكالية التي تحدّثت عنها قناة 13 العبرية الإسرائيلية وهي تفرد تغطية لتمرين عسكري أردني بإسم “سيوف الكرامة” أشرف عليه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مؤخرا بتنظيم من الجيش العربي.

استعارة إسم “الكرامة” تحديدا في هذا التمرين تراه المحطة الاسرائيلية “رسالة قوية” من الأردن سياسيا.

وبحسب القناة، فإنه وبالرغم من أن الحديث في الأردن جرى عن أن تلك التدريبات تهدف للتصدي لـ “غزو أجنبي” دون تحديد إسرائيل، إلا أن بعض الدلائل تشير إلى أن الهدف منها التصدّي لهجوم إسرائيلي.

وعرض أمام الملك خلال التدريبات خريطة للحدود الأردنية مع الاحتلال الاسرائيلي ومنطقة البحر الميت، ومنطقة غور الأردن.

وربطت القناة الاسم الذي حمله التمرين “سيوف الكرامة” بمعركة الكرامة التي وقعت عام 1968 وتصدّى بها الأردن للغزو الإسرائيلي.

واعتبرت القناة، أنّ تلك التدريبات تحمل رسائل سياسية واضحة إلى إسرائيل في ظل الأزمة السياسية المتعمقة بين البلدين.

مقالات ذات صلة