ما الذي يجعل منطق منح من لا يملك لمن لا يستحق مقبولا

حاتم الكسواني

بدون إطالة ولا لف ولا دوران فإن الإجابة على سؤال ماالذي يجعل منطق منح من لا يملك لمن لا يستحق مقبولا.. هو القوة. 

ففقد قام الكيان الصهيوني وتأسس بوعد بلفور الذي أعطى أرض فلسطين التي لا يملكها إلى يهود الأرض التي لا يستحقونها لإزاحتهم عن كاهله والسيطرة على مقدرات المنطقة بواسطتهم.

وأصبح هذا المنطق هو إستراتيجية الكيان الصهيوني ومنطق تفكيره في كل خطوة خطاها لإحتلال أرض فلسطين وإحلال مشرديه محل شعبها الضاربة جذوره في أعماق أعماق التاريخ.

لم تتورع سلطات الإحتلال بوضع يدها على الأرض الفلسطينية المعمورة وغير المعمورة والمأهولة وغير المأهولة بحجج ان الأرض أرضهم وان البيوت بيوتهم وفق منحة إلاهية ووعد بريطاني.

وجاءنا في آخر الزمان الكاوبوي الأمريكي ترامب الذي بعقليته المستمدة من منطق جواز إفناء الآخر صاحب الأرض والبلاد في سبيل إقامة كيان جديد كما فعل أجداده بالهنود الحمر وأقاموا كيانهم على أنقاضهم فبدأ يمنح ما لايملك لمن لايستحق “القدس عاصمة أبدية لإسرائيل،  وقرارات التضييق على الإنروا، وإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بأمريكا، وإضفاء سمة الشرعية على المستوطنات”.

ولكن أخطر حلقات المؤامرة التي تستند لمنطق “من لا يملك لمن لا يستحق” هو جملة القرارات القضائية الإسرائيلية والتشريعات الوظيفية التي تصدرها سلطات الكيان الإستيطاني او تستحضرها من تشريعات العسف الإنتدابي الإنجليزي التي سهلت وضع اليد على الأراضي الأميرية وأراضي الوقف الإسلامي والمسيحي وتسهيل شراء أراضي المواطنين الفلسطينيين في الشتات من اي شخص يمت لهم بصلة او يقبل ان يوقع بالبيع، ويقبض ثمنا بخسا ومالا أسودا إستنادا لمنطق الكيان الميكافيلي اي شخص لا يملك يستطيع أن يمنح لمن لا يستحق.

ولكن علمتنا الأيام ومنطق التاريخ بأن كل إحتلال زائل وبأن الإنسانية ستلفظ كل من يعمل على تدمير وإلغاء قيم الحق والعدل والمساواة، وها هي الدائرة تضيق حول رقبة الكيان ومنطقه العدائي العنصري بتوالى القرارات الدولية من منظمات هيئة الأمم المتحدة التي تصفه  بنظام الفصل العنصري والمحتل والإستيطاني حيث دعت المنظمات الدولية بمقاطعة منتجات مستوطناته ورفض إجراءاته التعسفية ضد  أبناء الشعب الفلسطيني “أطفاله ونساءه وشيوخه وشبابه” ورفض جدرانه و هدمه للمنازل وإعتداءه على الأراضي بل أن الأمم المتحدة تفكر بقوة عسكرية لحماية الفلسطينيين من توحش جنود ومستوطني إحتلال الكيان الصهيوني.

ولا يجب على الفلسطينيين ان ينتظروا دعما من أحد وعليهم ان يناضلوا يوميا وبشتى السبل حتى يمل الإحتلال من نضالهم ولا يملوا هم من عسفه وجبروته ، وعليهم  ان يصدقوا  “صدق” الشاعر عبد الرحمن الابنودي في قصيدته ” القدس” عندما قال لهم… الحل من جوه… الحل من جوه.

 

مقالات ذات صلة