كازينو

حرير – يبدو أن قصة الكازينو رغم رفضها العام، لا تزال
تراود العديد من أصحاب الزاوية المنحرفة من
التفكير الاستثماري غير المجدي أو الركون
للأسهل في تعاطي الأعمال، ولهذا نجد أن
واحداً من أسباب الإثارة التي يعيشها المجتمع
الأردني يوميا هي التصريحات التي تخرج من
المسؤولين بطريقة شاذة عن العرف والقواعد
الأساسية نشأ عليها غالبية القوم الأردنيين،
«لما لا يكون هناك كازينو» والسؤال: لماذا الإصرار
على الكازينو رغم أنه مشروع فاشل شعبيا
ورسميا واستثماريا، بل ودفعنا ضريبة مغامرة
طائشة منذ سنوات جرّاء عقد ثنائي لإقامة
كازينو مات قبل أن يولد وكلفنا شرطا جزائيا
باهضا.
ما لا يعرفه الرأي العام أن هناك بيوتا سريّة للعب القمار منتشرة، بشكل مخالف للقانون،
في العديد من مناطق العاصمة والمدن الأخرى، وفي مقاه شعبية رخيصة أيضا، وهذا ليس
بالأمر الجديد بل تأكدنا لنا منذ وقت غير قريب، بل هناك من يصف التوظيف لتلك البيوتات
التي يمارس بها، حيث يسمونه «فتح طاولة» بمبلغ مالي يعادل مئات من الدنانير، وتقدم
خدمات الشراب عبر مضيّفات مقابل المال، لهذا فإن التحايل على القوانين في ممارسة
القمار منتشرة ولو بشكل سرّي وجزئي، ولكن المشكلة أصلا في السماح أو منع ممارسة
القمار هي مخالفة القانون، فممارسة المقامرة تعادل تعاطي المخدرات، فهل نسمح بمحال
بيع المخدرات كما سمحنا للنوادي الليلية التي هي أسوأ من الكازينوهات على أرباب الأسرّ
الضائعين.
يتداول الناس قصصاً عن مدمني الميسرّ، ولم نسمع عن رواية كان بطلها أحد المقامرين
وقد فاز بملايين الدولارات أو بنى إمبراطورية مالية جراء فوزه في ألعاب القمار، بل إن كل
الروايات تثبت أن كبار الأغنياء الذين أفلسوا وخسروا بيوتهم وعقاراتهم أيضا، بل وطلقوا
زوجاتهم قسرا هم من تلك الفئة البائسة، فهل لاعب القمار هو مريض، الجواب نعم،
خصوصا عندما نتعرف على كثير من رواد تلك اللعبة الخبيثة ونجد أنهم من الأغنياء.
سأنقل شرحا لمرض «القمار القهري» حسب نشرة لمركز مستشفيات «مايو كلينك»
الأميركية، إذا يقول:
«القمار القهري» أواضطراب القمار، هو رغبة لا يمكن السيطرة عليها للاستمرار في المقامرة
رغم الخسائر التي تسببها لحياتك، فالمقامرة تعني أنك مستعد لخسارة شيء قيم
بالنسبة لك على أمل الحصول علي شيء أكثر قيمة حيث يحفز القمار «نظام المكافأة
للدماغ» مثلما تفعل المخدرات والكحول، مؤديًا بذلك إلى الإدمان الذي يدفعك للمراهنة
المؤدية إلى الخسارة باستمرار وإخفاء سلوكك واستنفاد المدخرات وتراكم الديون أو حتى
اللجوء إلى السرقة أو النصب لدعم إدمانك.ِ
إذا شركاتنا الكبرى بيعت بمليار ونصف، فهل نرتجي كازينو ليدر مالا حراما علينا، أتركوا ربنا
يرزقنا المطر.

مقالات ذات صلة