نتنياهو السادس.. ينتظر

محمد سلامة

حرير- نتتياهو السادس، طلب من المستشارة القضائية ميارا امهاله فترة أسبوعين للرد على طلبها بأنه خرق اتفاق تناقض المصالح، الذي وقعه مع المستشار السابق منديليت عام 2021م). والرد على التماس رئيسة المحكمة العليا أيرز بخصوص قانونية منعه من تولي منصب رئاسة الحكومة.. فيا ترى ماذا يجري في إسرائيل، وهل الدولة العميقة قررت تنحية نتنياهو السادس؟

وماذا ينتظر..؟!.

بداية القصة كلها جاءت من الحركة من أجل نزاهة الحكم (الحرس الديمقراطي لإسرائيل)، التي تقدمت بالتماس إلى محكمة العدل العليا، تطالب بالإعلان عن أن رئيس الوزراء نتتياهو السادس غير قادر على أداء مهام منصبه؛ لأنه خرق اتفاق تناقض المصالح الذي وقعه مع المستشار القضائي السابق مندبليلت في عام 2021م ، وقالت في التماسها أن نتنياهو السادس غير قادر على الفصل بين شؤون القضاء وإدارة شؤون إسرائيل، وهو يحاول تقويض الأسس الديمقراطية لإسرائيل ولو بثمن خرابها، (في إشارة إلى خطة وزير العدل ليفين لإصلاح جهاز القضاء، وإضعاف دور المحكمة العليا والمستشار القضائي).

ائتلاف حكومة نتنياهو السادس اجتمعوا على عجل ووقعوا بيانا يطالب فيه بعدم قانونية جلسات المحكمة العليا، وأن طلبها بمنزلة انقلاب عسكري ومحاولة إطاحة غير قانونية وتفتقد للسلطة، وأن الشعب وحده ينتخب رئيس الحكومة من خلال ممثليهم في الكنيست، (دون) ذکر اتفاق تناقض المصالح (والموقعون هم نتنياهو السادس وياريف ليفين وارنية درعي وبتسلنيل سموتريتيش وإيتمار بن غفير ويتسحاق غولدنكوف وموشي جفني وافي معوز، وهؤلاء يمثلون صلب الانتلاف الحكومي، فيما امتنع آخرون من الائتلاف عن التوقيع، وزاد الطين بلة تصريحات تسفيكا فوغل الساعد الأيمن للمتطرف بن غفير من حركة يهوديت هتوراة وعضو الكنيست، الذي طالب باعتقال الجنرالين؛ موشيه يعلون وبني غانتس، والقبض على «نفتالي بينيت وشريكه لابيد» في انتلاف الحكومة السابقة، بتهمة الخيانة والتحريض على العصيان المدني.

المحكمة العليا في خطوات إجرائية قانونية، طلبت من المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ومن رئيس الحكومة نتنياهو السادس، تفسير عدم تنحي الأخير من منصبه على إثر محاكمته بتهم فساد خطيرة، ودفع خطة حكومته لإضعاف جهاز القضاء.

نتنياهو السادس، ينتظر مصيره كما وزيره من شاس إرنيه درعي، ومما يتضح أن الدولة العميقة في إسرائيل قررت على ما يبدو إزاحة نتتياهو السادس من المشهد السياسي مرة واحدة وإلى الأبد، وأن الفترة الزمنية التي يسابق فيها الائتلاف الحكومي لتغيير نظام الحكم في إسرائيل قد لا تسعفه، خاصة أن رئيسة المحكمة العليا دافنا باراك أيريز، أمرت النيابة العامة بالرد على التماس حركة من أجل نزاهة الحكم فترة الأسبوعين.

نتنياهو السادس وانتلافه الحكومي في حيص بيص، فهم يسابقون الزمن لتمرير مشروع وزير العدل ياريف ليفين لإصلاح القضاء، لكن الطرف الآخر قد يطيح به سريعا على غرار ما جرى لأرنيه درعي، وبكل الأحوال فإن المعركة على أشدها، وأن جنرالات الجيش والأمن غاضبون من تصرفات بن غفير وسموترتيش، ولا ينفذون الأوامر منهما.

نتنياهو السادس ينتظر، وهناك من يؤشر على أنه إذا خسر المعركة الجارية الآن، فإنه سيغادر مهزوما ولن يعود.

مقالات ذات صلة