رئيس منتخب في تونس وسط ظلمة المشهد العربي

كتب حاتم رشيد  – وسط ظلمة المشهد العربي تأتي المفاجأة مرة اخرى من تونس. تونس تصوت باغلبية ساحقة لمواطن عادي نزيه عفيف لم يتلوث بآفة الفساد. مواطن عادي مهني مثقف مسيس. الاسم الموحي للرئيس قيس سعيد منتخب من غالبية الشباب التونسي. يلتزم بمصالح شعبه ويتحدث بلغة شعبه بلغة عربية فصيحة جميلة تذكرنا بمعظم الزعماء العرب الذين يتلعثمون بلغتهم واحيانا يتجنبون النطق بها.
يطل من تونس زعيم حقيقي يهتف لفلسطين بعد ان غيبها معظم الزعماء العرب من خطابهم وبعضهم لم يعد يجرؤ ان ينطق باسمها. زعيم تونس يصف التطبيع بالخيانة. وفي كلمته الاولى يتعهد بالدفاع عن فلسطين ويتمنى لو ان علمها يجاور علم تونس. ولان الجزائر هي فلسطين الاولى يعلن انها ستكون محطته الاولى. الزيارة الاولى ستكون الى الجزائر. اي مغزى واي رسالة يبعث بها هذا المواطن الرئيس.
تونس تبعث الامل وتبرهن ان هذه الامة قادرة ان تعكس الاتجاه. اتجاه التفتيت  وطغيان الاحباط واللامبالاة يمكن ان ينعكس. الشمس تشرق من تونس مرة اخرى.
هذا الزعيم سيواجه التآمر من الداخل والخارج وستعمل دول عربية وغربية على افشاله. سوف يحاولوا احتواء الرجل بهدوء وما ان يدركوا فشلهم حتى يحاصروه اقتصاديا لينفض الشعب من حوله.
انظمة عربية عديدة يزعجها هذا النموذج التونسي الذي يقدم تونس كدولة عربية مسلمة علمانية ديمقراطية على رأسها زعيم منتخب. هذه الانظمة قد تتطوع لحصار تونس. اما الغرب وخاصة فرنسا فمن المرجح ان تلعب لعبة الجزرة والعصا.
هذا الزعيم قد يواجه اختبار سبق وان فرضته الامبريالية الأمريكية على الزعيم اليساري سلفادور الندي في تشيلي الذي نجح بمسار ديمقراطي مشهود. حوصر الندي اقتصاديا وتوالت الضغوط والمؤامرات الى ان اسقط نظامه.
معركة الزعيم الوطني لن تكون سهلة. الامل بأن يتغير تناسب القوى في العالم العربي ليعضد هذا الزعيم الوطني ذو البعد العروبي.

مقالات ذات صلة