معركة إدلب: المعارضة مستعدة وروسيا تصعّد عشية قمة تبريز

رفعت المعارضة السورية المسلحة سقف التحدي لقوات النظام السوري وحلفائه، مع تصاعد استعدادات الطرفين لمعركة محتملة، يبدو أنها باتت تقترب في إدلب، شمال غربي سورية. وأكدت المعارضة أنها “ستنتقل إلى الهجوم”، في تحوّلٍ بارزٍ لموقف المعارضة التي تتحضر لمعركة مصيرية طويلة الأمد من شأنها حسم الصراع على سورية. وفي الوقت نفسه، يواصل النظام وحلفاؤه حرباً نفسية وإعلامية على فصائل المعارضة السورية التي تدرك أنها تملك مقومات الصمود في وجه قوات النظام التي تعتمد على عناصر من مناطق “المصالحات” ضمن معركة على جبهات متعددة مفتوحة، تمتد من ريف اللاذقية الشمالي وحتى ريف حلب الغربي، وتعد مجالاً رحباً أمام المعارضة لضرب قوات النظام وتكبيدها خسائر.
غير أن الحسابات تبدو مغايرة لدى الروس، إذ نقلت وكالة “تاس” عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن “الولايات المتحدة تعزز قدراتها في الشرق الأوسط استعداداً لشن هجوم محتمل على قوات الحكومة السورية”. وكلام وزارة الدفاع ليس الأول من نوعه، إذ أنه لليوم الثالث على التوالي تكرر روسيا روايتها، التي يعتقد كثيرون أنها ذريعة روسية لتبرير مجزرة في إدلب. ويأتي الكلام الروسي أيضاً في سياق تأكيد حصول المعركة، على أن موعدها قد يلي القمة التركية ـ الإيرانية ـ الروسية المشتركة، حول سورية، المنوي عقدها في 7 سبتمبر/أيلول، في تبريز، شمال إيران، بعد أن كانت مقررة سابقاً في طهران. وفي هذا الصدد، أعلن التلفزيون الرسمي التركي “تي آر تي”، أمس الإثنين، أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيحضر القمة”.

 

وتوعّد القائد العام لفصيل “جيش العزة” التابع للجيش السوري الحر، جميل الصالح مساء الأحد، قوات النظام، بالسيطرة على مدينة حماة، رابع المدن السورية أهمية، في حال قررت روسيا والنظام التقدم باتجاه شمال غربي سورية، حيث المعاقل الأبرز للمعارضة السورية. وذكر القيادي العسكري في تغريدة له على حسابه في “تويتر”: “بإذن الله لن نخسر شبراً من المناطق المحررة وسندخل حماة وغيرها مع أول مغامرة للروس، ومرتزقة النظام”.

من جانبه قال قائد العمليات في “جيش العزة” العقيد مصطفى البكور لـ “العربي الجديد”، إنه “حضّرنا لمعركة طويلة ونقل المعركة إلى حالة الهجوم”. وأشار إلى أن “المعركة مع قوات النظام حتمية وقريبة حسب المعطيات الموجودة على الأرض”. و”جيش العزة” من أبرز فصائل الجيش السوري الحر في ريف حماة الشمالي، وهو من الفصائل التي يُعول عليها الشارع السوري المعارض كونه يضم عدداً كبيراً من الضباط المنشقين، ويُخضع مقاتليه لدورات تدريبية أكاديمية بشكل متكرر، فضلاً عن كون هذا الجيش لم يتدخل بحياة المدنيين، وفضّل البقاء على نقاط تماسه مع قوات النظام منذ تأسيسه. وهو ما أكسبه ثقة الحاضنة الاجتماعية للثورة. وانسحب “جيش العزة” من مسار أستانة كله مطلع العام الماضي، بسبب استهداف الطيران الروسي مقراته، والمناطق السكنية المحيطة بها في ريف حماة الشمالي، وبسب قيام المليشيات الإيرانية وقوات النظام في ذلك الحين بالتقدم إلى وادي بردى شمال غربي دمشق، وإجلاء سكان القرى عن بيوتهم والتغيير الديموغرافي السكاني، على الرغم من الوعود الروسية بأنه لن يتم اقتحام المنطقة.

مقالات ذات صلة