رسالة من طالب إلى معلمه

حرير – الطالب في كل مكان وزمان ينظر إلى معلمه بتقدير واحترام، فهو يرى في معلمه القدوة التي  تشعل فتيل العلم والمعرفة وتزرع بذور الحب للمستقبل.
والطالب يرى في استاذه الأب والمربّي والمعلّم،  فهو من يمنحه الشغفَ والحماس، ويعد جيلا بعد جيل للمستقبل.
والمعلم لا بدّ أن يكون قدوةً حسنةً وأن يشكّلَ دافعًا رائعًا كي يصل طلابه إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، لأنّ رسالة العلم سامية جليلة، لا يُؤدّيها إلّا من كان على قدر المسؤولية.
وفي رسالة من طالب إلى معلمه يقول فيها :» إلى من علمني حرفاً ورقماً، وكلمةً، … إلى من علمني نموت نموت ونحيا للوطن…
إلى من لا زلت أخجل منه وأخشى في عينيه نظرة عتاب…بالله عليك عد إلينا، عد يا من تركت القصائد والمعاني ودروس القراءة لتهمس مناديةً في أذن الرجاء: كل الحلقات قد استحكمت، والأبواب قد أوصدت، إلا باب الله الذي نستحلفك به أن ترجع، فارجع الينا.
ويضيف الطالب في رسالته إلى معلمه القدوة والدموع تنحبس في عينيه  :» دعوات الأمهات على عتبات البيوت تنادي على مشاوير الصباح، تقرع أجراس المدارس، وتناشدك باسم الوطن، وشهدائه، وذرات ترابه، بأن تظل الحكيم والكريم والجليل والمبادر.
عُد، فساحات المدرسة تئن شوقاً لضحكات بريئة، وأحلام بريئة، وشقاوة ستتلاشى خلف السنين، وقلوب ستنسى الحافز، وتنسى العقاب، ولن تذكر إلا كيف كاد المعلم أن يكون رسولا.
ويناشد الطالب معلمه قائلا :»عد برغم ما يقال، وبرغم الحرب الدائرة في الجواب وفي السؤال، وبرغم كل بشاعة الفيسبوك، ودهاء وسائل الاتصال، عد فأنت من علمتنا أن العلم لا يُكتم، والمعرفة لا تؤجل، وبأن الحكمة ضالة المؤمن هو أولى بها.
عد وتوكل على الله، ومعاذ الله أن ننصحك، أو لست أنت من شرح لنا معنى الحديث الشريف: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً».
أو لست أنت من علمتنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو معلم البشرية، والأسوة الحسنة، وهو من قال : «إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً وميسراً». ارجع إلينا فلا زالت الإذاعة المدرسية تغفو على سماعات المدرسة، والوسائل الصفية معلقة على جدران الصف، والطباشير في مكانها، والدروج خاوية على عروشها، ارجع وارسم لنا ولأطفالنا في المستقبل غداً ومستقبلاً أجمل».

مقالات ذات صلة