
كل ما تحتاج إلى معرفته حول نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المفتوح “ميتا لاما”
حرير- تواصل شركة ميتا، المالكة لـ”فيسبوك” و”إنستغرام”ـ توسيع حضورها في عالم الذكاء الاصطناعي بإطلاقها أحدث إصدارات نموذجها المولّد لاما 4، الذي يتميّز بكونه مفتوح المصدر على عكس النماذج المنافسة مثل كلاود من أنثروبيك وجيميني من “غوغل” وشات جي بي تي من “OpenAI”، التي تتيح الاستخدام فقط عبر واجهات برمجة التطبيقات (APIs).
ويُعد “لاما” مشروع “ميتا” الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يتيح للمطورين تحميل النموذج واستخدامه بحرية ضمن شروط محددة.
كما تعاونت “ميتا” مع مزودي خدمات الحوسبة السحابية مثل “AWS” و”غوغل كلاود” و”مايكروسوفت أزور” لتوفير نسخ مستضافة من النموذج، إلى جانب نشر مكتبة أدوات تعليمية تُعرف باسم Llama Cookbook، تساعد على تخصيص النماذج وتحسينها لمختلف الاستخدامات.
ثلاثة نماذج قوية في الجيل الرابع
يتكوّن الإصدار الأحدث لاما 4 من ثلاثة نماذج رئيسية:
Scout: يحتوي على 17 مليار معلمة نشطة وسعة سياقية تصل إلى 10 ملايين “رمز”، أي ما يعادل نحو 80 رواية متوسطة الحجم.
Maverick: يضم 17 مليار معلمة نشطة وسياقاً يصل إلى مليون رمز، ويُعتبر الأنسب للمحادثات والتطبيقات البرمجية.
Behemoth: النموذج الأضخم في السلسلة، لا يزال قيد التطوير، وسيحوي 288 مليار معلمة نشطة وسعة هائلة تبلغ تريليوني رمز.
وتقول “ميتا” إن لاما 4 يعتمد على هيكلية “مزيج الخبراء” (Mixture of Experts) التي تقلل استهلاك الطاقة وتزيد من كفاءة التدريب والاستجابة، مع دعمٍ متعدد الوسائط يشمل النصوص والصور ومقاطع الفيديو.
الاستخدامات والإمكانات
تتيح نماذج لاما أداء مهام متنوعة مثل البرمجة، وتلخيص النصوص، وتحليل البيانات، والإجابة عن الأسئلة في أكثر من 12 لغة، من بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
ويُستخدم لاما اليوم لتشغيل مساعد “Meta AI” عبر تطبيقات “واتساب” و”فيسبوك ماسنجر” و”إنستغرام” و”Meta.ai” في أكثر من 40 دولة، بينما تمتد النماذج المخصصة إلى أكثر من 200 منطقة حول العالم.
كما يمكن للمطورين تنزيل النموذج أو استخدامه عبر منصات مثل Hugging Face، حيث يستضيف أكثر من 25 شريكاً تقنياً، من بينهم “إنفيديا” و”ديل” و”Databricks”، نسخاً من لاما ضمن خدماتهم السحابية.
أدوات أمان ومراقبة
قدّمت “ميتا” مجموعة من الأدوات المرافقة لتعزيز أمان النماذج، أبرزها:
Llama Guard لمراقبة المحتوى الضار والمخالف.
Prompt Guard للحماية من هجمات “حقن الأوامر”.
CyberSecEval لتقييم المخاطر السيبرانية.
Llama Firewall لتأمين تفاعل النماذج مع الأدوات الخارجية.
Code Shield لفحص الأكواد غير الآمنة أثناء التنفيذ.
وتعمل هذه الأدوات على الحدّ من المحتوى المتعلق بالعنف، والجرائم، والكراهية، والاستغلال، لكن “ميتا” تقرّ بأن أنظمتها ليست مثالية بالكامل، بعد تقارير تحدثت عن سلوك غير لائق لبعض المحادثات في إصدارات سابقة.
القيود والانتقادات
رغم انفتاح “ميتا” في إتاحة لاما، تواجه الشركة انتقادات تتعلق ببيانات التدريب، إذ أشارت تقارير إلى استخدام محتوى من كتب ومقالات منشورة دون إذن.
وقد قضت محكمة أميركية مؤخراً بأن هذا الاستخدام يدخل في نطاق “الاستخدام العادل”.
ومع ذلك، حذّر خبراء من احتمال وقوع انتهاكات لحقوق النشر إذا استخدم مطورون مقاطع نصية تم توليدها من بيانات محمية بحقوق الملكية الفكرية.
كما تعتمد “ميتا” جزئياً على منشورات وصور المستخدمين في “فيسبوك” و”إنستغرام” لتدريب نماذجها، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بشأن الخصوصية وحق المستخدم في الرفض.
وفي مجال البرمجة، حذّر التقرير من أن لاما قد يُنتج أحياناً أكواداً غير دقيقة أو غير آمنة، إذ حقق نموذج Llama 4 Maverick نتيجة 40% فقط في اختبار الأداء البرمجي LiveCodeBench، مقابل 85% لـGPT-5 من “OpenAI”.
من خلال مبادرة Llama for Startups التي أطلقتها “ميتا” في مايو 2025، تسعى الشركة إلى دعم الشركات الناشئة لتبني تقنياتها عبر منح تمويل واستشارات فنية من فريقها المتخصص، في محاولة لتوسيع قاعدة المطورين حول العالم.