الدكتور تيسير أبو عودة يضع قضية للرأي العام

 

الدكتور تيسير أبو عودة

ترددت كثيرا قبل أن أكتب عن قضيتي التي صارت معروفة للمقربين مني وعلى رأسهم الأصدقاء فهمي جدعان ووليد سيف ورائد عكاشة ومحمد السعودي واسماعيل السعودي ومالك المكانين وهيثم سرحان وعمر خليفة والصديق الناقد الإنجليزي باتريك وليامز وغيرهم.

 

وزير سابق معروف كان رئيس جامعة خاصة أجبر رئيسة القسم أن ترسل لي إنذارا خطيا لأنني شاركت بوصفي متحدثا رئيسيا في مؤتمر إدوارد سعيد في جامعة تونس!!!!

 

عدت من أمريكا بعد الانتهاء من الدكتوراة وتخصصي هو الأدب الإنجليزي والنقد الأدبي (نقد مقارن). أنهت جامعة اليرموك منحتي للدكتوراة عام 2014 تعسفا ودفعت لهم مبلغ 57 ألف دينار رغم أنني حصلت على منحة أفضل رسالة دكتوراة من جامعة انديانا/بنسلفانيا لعام 2017، وحصلت على جائزة مؤسسة طوكيو للمبادرات القادة الشباب، ومنحة مؤسسة جامعة إنديانا للأبحاث، وأعمل محررا لمجلة معروفة عالميا في جامعة إدنبرة، وكنت أحد منظمي مؤتمر الفلسفة في الجامعة الأردنية بالتنسيق مع جامعات ومعاهد عالمية معروفة ، ونظمت مؤتمرا للفلسفة والدين في جامعة أكسفورد عام 2019.

 

تقدمت للعمل في الجامعة الهاشمية وتم اسبتعادي دون أسباب منطقية، وتقدمت للعمل في جامعة البلقاء وكان التعامل معي مهينا فلم أتابع المعاملة، وتم تعيين غيري ممن هو أقل كفاءة.

 

تقدمت للعمل قبل أشهر للجامعة الأردنية، بعد أن قام الدكتور نذير عبيدات بالتنسيب بتعييني من خلال الاستقطاب أو التعيين بواسطة الإعلان الموجود، فقام القسم بالاعتذار؛ وهو ذاته القسم الذي حاربني سنوات طوال لأسباب لا أعرفها. تم التحقيق معي من قبل عميد كلية اللغات قبل أكثر من خمس سنوات بسبب بوست كتبته على صفحتي منتقدا بعض سياسات أقسام اللغة الإنجليزية بصورة عامة… معظم الأقسام في كثير من الجامعات مستحيل يعطوك مادة للتدريس على الإضافي بدون ما تكون محسوب عليهم إلا ما رحم ربي….

 

عملت لمدة ٨ سنوات في الجامعات الخاصة؛ وكل العقود المبرمة هي مؤقتة، والي ما عنده علاقات جيدة مع العميد والجامعة ويكون من جماعة امشي الحيط وقول يا رب الستر بروح بكل سهولة.

 

بعد أيام سيصدر لي كتاب في أهم دور النشر الأدبية للشعر باللغة الإنجليزي Copper Canyon والعام القادم ستصدر نسخة أخرى في Penguin وكانت guest editor الشاعرة الأمريكية الحاصلة على جائزة Pulitzer وهي أستاذة الشعر في جامعة هارفارد….ولدي كتاب مترجم للعربية سيصدر لمؤرخ جامعة Yale المفكر صامويل موين بعنوان الليبرالية تنقلب على نفسها…. كل هذا لم يشفع لي أن أعمل في جامعة حكومية واحدة…. أنا أطالب بحق مكتسب وليس منة أو مكرمة!

 

سؤال للصديق عزمي محافظة: هل يعقل أن تضيق الجامعات الأردنية بأبنائها؟ هل أحتاج لواسطة من العيار الثقيل للتعيين؟ هل يجب أن أكون نعامة تدس رأسها في التراب حتى يرضى عني عميد يدعي أنه أهم من تشومسكي والثعالبي؟ هل يجب أن أداهن فلان وعلان كي يتم قبولي في جامعاتكم؟

 

هذه صرخة أعلم ثمنها ورهاناتها…. قال لي فهمي جدعان البارحة: أنت لا تقدم تنازلات لهم على حساب قيمك يا تيسير…لن يقبلوا بك أبدا. ألم أخبرك بما فعلوا بإحسان عباس!

 

قرأت للدكتور يوسف ربابعة جملة فيما معناها أن الأستاذ الجامعي لا يقدم استقالته احتجاجا على سياسات التعليم العالي؛ أقول لك يا صديقي أنني تقدمت باستقالتي قبل عام من جامعة عمان الأهلية احتجاجا على سياسات التعليم العالي التي تخص تجديد العقود وفوضى المزاجية وعبثية الجامعات التي تسير على خطى الشركات والبنوك….

 

ألم يفهم أحد لماذا تهاجر العقول وتهرب من أوطانها؟

 

والبقية صمت كما يقول هاملت

مقالات ذات صلة