
جماعة عمان : عمل بروح الفريق من اجل مستقبل افضل
حاتم الكسواني
آثارت نجاحات جماعة عمان لحوارات المستقبل ونشاطها المتواصل ، والمتنوع حفيظة عديد من فئات المجتمع الأردني وعلى رأسها فئة المثقفين والمتنورين منهم الذين عبروا عن إعجابهم بما تقوم به الجماعة من جهود تتعلق بمناقشة قضايا الوطن ومشاكله لدراستها والتعمق بها للوصول إلى خارطة طريق لحلها .
هؤلاء تسائلوا عن هوية جماعة عمان لحورات المستقبل وعن سر نجاحها ، ونحن في مقالتنا هذه سنجتهد للإجابة عن هذه التساؤلات .
جماعة عمان لحوارات المستقبل هي جماعة أسسها الإعلامي والمفكر السياسي بلال حسن التل عام 2015 لتمثل حركة تغيير تنويري داخل المجتمع الأردني و لتسد ثغرة من ثغرات الحوار السياسي والإقتصادي والإجتماعي الوطني بمنطق وأسلوب الحوار الجماعي الديموقراطي الشفاف بين نخبة من أبناء الوطن من مختلف المشارب والخبرات والتخصصات الذين يتناولون أبرز القضايا التي تشغل الوطن والمواطن الأردني ويدرسونها ويحللونها ثم يقدمون توصياتهم بأفضل الحلول اللازمة لها .
جماعة تعتمد التفكير النقدي
جماعة عمان لحورات المستقبل تعتمد في عملها طريقة التفكير النقدي ، تلك الطريقة التي افتقدناها في أدائنا الوطني ، فجماعة عمان تعُمل عقلها النقدي في كل مكونات حياتنا , لانه بدون هذا النقد لن نخرج من دائرة التخلف.. فالنقد من اهم اسباب الرقي والتطور والتخلص من العيوب والاخطاء، على ان يرتكز هذا النقد على الوعي، وقدرة من يمارسه على الفحص والتمحيص، وان يتميز بسعة الاطلاع وعمق الثقافة، وان تكون لديه الاستطاعة على الجمع بين القدرة على التشخيص، والقدرة على تقديم العلاج، وهذا كله يحتاج الى تكامل علوم ومعارف لابد له من عمل جماعي، يستطيع المشاركون فيه تقديم دراسات نقدية قائمة على مراجعات علمية لكل مجالات حياتنا، حتى يتم فرز الغث من السمين، ولا تتكرر اخطاء من سبقونا، ونبدأ السير على درب النهوض الحضاري وطنياً وعلى مستوى الأمة.
جماعة عمان تعتمد روح الفريق و الحوار الديموقراطي المسؤول
تؤمن جماعة عمان بالعمل بروح الفريق البعيد كل البعد عن الفردية والسلطوية حيث تطرح كل القضايا التي تتناولها على الطاولة خلال إجتماعات شهرية دورية أو من خلال الفرق المتخصصة التي تشكل جزء من هيكلها الإداري وترفع نتائج ابحاثها ودراستها بتقارير تفصيلية إلى رأس هرمها الإداري الذي ينقلها لتُتلى أمام الهيئة العامة للجماعة في إجتماعاتها الشهرية ليتم مناقشتها وتقييمها وإبداء الرأي فيها بحوار ديموقراطي مسؤول لا تمترس أو تشدد فيه لأي وجهة نظر سوى المصلحة الوطنية .
عين على المستقبل
تنطلق جماعة عمان بمناقشتها لقضايا الوطن والمواطن وتقييم أداء القطاعين العام والخاص في خدمتهما من حرصها على رسم صورة أفضل لمستقبل الأردن في كافة مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، وهي من أجل ذلك لا تدخر جهدا يمكنها من ذلك إلا وسلكته .
وتقوم جماعة عمان من خلال نشاطاتها المدروسة بالإشارة إلى العيوب في الأداء الوطني ، وطرح الحلول لتلافيها إلى تحقيق المستقبل الأفضل للأردن برفع سوية اداء مؤسساته المختلفة حيث تدعو الجماعة إلى إرساء أسس العمل الجماعي والميداني في كل القطاعات الوطنية الإنتاجية .
وهي في سبيل ذلك تقوم بالإستئناس بأراء القادة المخضرمين من أبناء الأردن و اراء خبرائه من العلماء واصحاب الخبرة ، وقادة الرأي ، والمتخصصين في مختلف القطاعات و مجالات الحياة .
العمل بكل امانة ومصداقية
جماعة عمان تتميز بكونها جماعة تتحلى بالوطنية وتعمل بكل أمانة و مصداقية في سبيل تحقيق الاماني الوطنية دون النظر لأي مصلحة خاصة لاعضاء الجماعة ، بل ان كل همها هو أن تحقق أهداف الوطن ، ومنعته ، وأن توفر أسباب تقدمه .
وسائل عمل الجماعة .
تتعامل جماعة عمان مع التراث الوطني الأردني بعين ناقدة قادرة على الغربلة والتمحيص، وهي في ذلك نمتثل لأمر القرآن الكريم باستعمال العقل وعدم التذرع بالأولين لتبرير اخطائنا وخطايانا. ومن ثم فأنها ننطلق من أن ”لا” شىء مقدساً، الا كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام، وما عدا ذلك من تفاسير وشروح وفتاوى واقوال، فانها ليست اكثر من مفاهيم واجتهادات أناس اصدروا ما صدر عنهم من تفاسير ومقولات وفتاوى، واتخذوا ما اتخذوه من مواقف، على ضوء ما توفر لديهم من معطيات ومعلومات، وما وصل اليهم من علوم ومعارف، وبما كان يحكم زمانهم من علاقات دولية، وكل ذلك بالتاكيد مختلف عن كل ما في عصرنا من معطيات وعلوم وعلاقات دولية.
– تسعي جماعة عمان إلى بناء روح ايجابية نحو الوطن والامة، تُترجم بعمل جماعي ينعكس خيراً على جميع المواطنين.
-تعمل الجماعة على التحديد السليم للاولويات المنبثقة من تلمس حاجات الناس الحقيقية للانطلاق منها، وفي اطار السياق التاريخي والجغرافي والتجربة الحضارية لمجتمعنا، بعد ان ثبت بالتجربة العملية والدليل المادي الملموس فشل كل محاولات الاصلاح والتغيير التي جرت وتجري من خلال استيراد وصفات لهذا الاصلاح من تجارب الاخرين، وهي تجارب تختلف بالضرورة عن تجربة مجتمعنا وسياقها التاريخي والجغرافي.
تسعي جماعة عمان لصياغة الاولويات في اطار استراتيجية وطنية عابرة للحكومات، محمية بارادة شعبية، لتشكيل رقابة على الأداء بهدف تحقيق المصالح الوطنية وحمايتها.
– تعتمد جماعة عمان على مبدء الحوار والشورى مع اصحاب التجربة واهل الرأي، ليمكنها ذلك من وضع أولويات عملها من خلال الفهم للمشكلات التي تواجه الأداء في كل مكونات الدولة. وبناء على هذا الفهم المستمد من التجربة الميدانية العملية، والمستند الى رؤية واضحة، ستسعى الى طرح البدائل والحلول لمشكلاتنا وفق الامكانيات المتاحة.
– تعمل الجماعة بروح الفريق، المبني على رؤية استراتيجية طويلة المدى، وتسترشد بتجارب المجتمعات الاخرى لنأخذ من هذه التجارب ما يفيد في تقوية تجربتنا الذاتية، مع الحفاظ على هويتنا الحضارية بعد ان عانينا طويلا من اخفاقات الوصفات المترجمة التي جرت محاولات لإنزالها على واقعنا عنوة، دون مراعاة للخصوصيات الوطنية من جهة، ودون بذل جهد لتحديد الأولويات التي يريدها الناس من خلال الحوار معهم، لا من خلال الفرض عليهم.
– تعتمد جماعة عمان اسلوب العمل المقترن بالصبر، خاصة فيما يتعلق بتعليم الناس القيام بواجباتهم قبل المطالبة بحقوقهم، من خلال اعادة بناء مفاهيمهم، وبناء الثقة والامل في نفوسهم لمقاومة روح اليأس والاحباط المتنامية لدى شرائح واسعة من ابناء مجتمعنا ، كما تعتمد أسلوب بناء ثقة الافراد بانفسهم وبقدرتهم على التغيير، وهذا يستدعي ان نذكرهم بجملة حقائق كونية غالبا ما تغيب عن الاذهان في زحمة الحياة اليومية، وفي ظل سيطرة التشاؤم والاحباط، واول هذه الحقائق هي إن التغييرات الكبرى في المجتمعات بل وعلى مستوى البشرية بدأت بأحلام صغيرة راودت كل منها مخيلة وفكر فرد بعينه، فعمل على تحويلها الى حقيقة ملموسة في حياته، ثم في حياة الناس، وبدأ يحشدهم حولها دونما استسلام للمحبطات وللمعيقات، بل وللمقاومة التي تبديها في العادة قوى الشد العكسي التي ترفض كل تغيير وتقاومه.
– تعتمد الجماعة على عدم التوقف عند العناوين العريضة، بل الدخول في تفصيل كل ملف تقوم بمعالجته ، فتفككها من خلال التفكير في كل تفصيلة من تفصيلاته ، ومدى تأثيرها على سائر تفصيلات ومكونات هذا الملف، مما يجعل عملها في الملفات التي تتصدى لها متكاملا وشاملا ودقيقا.
– تعمل الجماعة على فحص كل مكونات السلوك في مجتمعنا لتقويم المعوج منه على اساس من العقل.
– لاتكتفي جماعة عمان بالنقاش الفكري والمعرفي داخل القاعات المغلقة,بل تسعي لنشر المعرفة في الحياة العامة للمجتمع عبر ألية تواصل ومتابعة في مختلف المجالات.
– تعمل جماعة عمان على مساعدة صناع القرار من خلال مدهم بخلاصات علمية وفكرية، وخلاصات تجارب عملية حول القضايا التي تدور في دائرة اختصاصاتهم، لتكون هذه الخلاصات عونا لهم لاتخاذ القرارات الصائبة.
– تقوم جماعة عمان إيمانا بدورها الرقابي بالرقابة على اداء وقرارات صناع القرار. لبيان مواطن الخلل فيها لوضعها امام الرأي العام، بهدف تشكيل مجموعات ضغط تسعى لتصحيح المسارات ، ومنع اتخاذ القرارات الخاطئة، مثلما هي الحال في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة التي ترى في النقد الموضوعي اداة من ادوات التطور والرقي،
– تعمد جماعة عمان إلى تشكيل مجموعات ضغط لمنع التجاوزات في الأداء العام بشقيه الرسمي والأهلي.
– تسعي الجماعة إلى الوصول الى صيغة تسهم في تفعيل العمل العام، على اساس من العلم والمعرفة وتفاعل الخبرات وتكاملها، من خلال توسيع عضوية الجماعة ونشاطاتها.
– تحرص جماعة عمان على الدخول في تفاصيل كل قضية ومشكلة لتقف على ابعادها ومكوناتها الحقيقية، فآفة مجتمعنا هي اننا نأخذ مشاكلنا بالجملة، ونتعامل معها بالعموميات، الأمر الذي لا يمكّننا من الوصول في كثير من الأحيان الى جوهر المشكلة، ومن ثم الى العلاج الحقيقي المطلوب لها،
– تحرص جماعة عمان على الارتقاء بمستوى الدراسات في مجتمعنا لتكون وسيلتنا للمعالجة الشافية لامراضنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وهذا لن يتم الا اذا تحولت نتائج الدراسات الى برامج عمل تطبق في واقع الناس وحياتهم.. فآفة بلادنا ليست في نقص الدراسات فحسب، ولكن في الإهمال الذي يلحق بهذه الدراسات .
– تعمل جماعة عمان على
إعادة المؤتمرات الى مفهومها الحقيقي كوسائل وادوات لحل المشكلات، بعد ان صار عقد المؤتمرات في وطننا غاية في ذاتها.
– تهتم الجماعة بالمضامين بمقدار اهتمامها بالأطر، ان لم يكن أكثر، فعندما نتحدث عن حاجتنا الى تطوير مناهجنا الدراسية، فإن الاهتمام الاكبر يجب ان ينصرف الى اهداف هذه المناهج ومضامينها التي يجب ان تتجسد في مضامين الكتب الدراسية لتحقق هذه الاهداف، ومدى تطابقها مع القيم الاصيلة لأمتنا،
– تقوم الجماعة بتنمية روح الفريق والعمل الجماعي بين اعضائها اولا، ليتمكن هؤلاء الاعضاء من نقل هذه الروح الى مجتمعهم لتصير روح الفريق والعمل الجماعي سمة من سمات مجتمعنا، وهو الامر الذي لن يتم الا اذا تمكنت الجماعة من تجسير العلاقة بينها وبين مختلف قطاعات شرائح مجتمعنا، لتكون هي جسرا لتجسير العلاقة بين هذه القطاعات والشرائح، بهدف الوصول الى روح وطنية عامه تبني رؤية مجتمعية مشتركة لأولوياتنا الوطنية التي تكون محل توافق الاغلبية في مجتمعنا.
– وتعبر الجماعة عن كل ما تقدم من خلال تقديم برامج وخطط عمل ومبادرات والسعي لتطبيقها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
ومن الجدير بالذكر بأن جماعة عمان لحوارات المستقبل تقوم بتنفيذ مهامها المتعلقة بمساعدة القطاعات الوطنية المختلفة من خلال مجموعة من الفرق ومنها :
فريق التعليم
الفريق الصحي
فريق فلسطين
الفريق الاقتصادي
الفريق القانوني
فريق الاتصال



