
الهيبة المغشوشة
محمد عمارة العضايلة
قال لي أحدهم ما أهمية الكتابة مهما كانت توجهاتها وهل هي قادرة على تغيير الواقع وزلزلة العقل الجمعي للأمة! فكان جوابي ان الكتابة ليست لعبة فالحياة كلمة لكنها تختلف في تأثيرها بالناس من مقال لآخر فالسيف والقلم هما عنوان الحياة فالسيف قد يصدأ لكن الكلمة لن تصدأ ومازلنا نردد ما قاله صلاح الدين بعد فتح بيت المقدس حينما وقف أمام الجند ليحدثهم عن المعركة واهميتها باسترجاع بيت المقدس حينها قال فتحت المسجد الأقصى بخطب القاضي الفاضل لأنها هي التي الهبت مشاعر الناس وحثتهم على حمل السلاح لتحرير بيت المقدس فالكلمة والسيف صنوان لايفترقان فكل واحد يكمل الآخر فالكلمة كالرصاصة ان خرجت لاتعود….
في فمي ياغزة ماء كثير
كيف يشكو من كان في فيه ماء
فلسطين هي أرض الأنبياء أرض الجبارين وهي ليست وطنا فقط لأنها القلب والنبض وتسكن فينا وستبقى غزة المصنع الوحيد في الأمة الذي ينتج البطولة والرجولة وعنوان الأمة التي لاتنكسر ولاتساوم .
ولكن بأسم الانسانية .. الغرب بكل دوله الاستعمارية يرتكبون كل يوم افظع الجرائم لأنهم خارجون عن القانون العالمي الوضعي الذي شرعوة بانفسهم ، وقوانين السماء التي كرمت الانسان و اكدت على حقوقه وكرامته لكننا والعالم نعاني من الظلم والقهر ، وستبقى صور الابادة والقتل تطاردهم ، ولن تمحى من الذاكرة ومن مخيلة الشعوب الحرة حتى تتحرر الارض والانسان ، فمعركتنا معهم طويلة وشاقة وحتى شعوبهم دجنوها وجعلوها منقادة ، وكذلك شعوبنا منقادة وغير قادرة على التغيير فلا حول لها ولا قوة والصورة واضحة لكل الدنيا .
فلا تغرننا تصريحات بعض السياسين والهيبة المغشوشة فهو لا يتكلم وليس له دور لأن ذلك مخطط له ومرسوم من قبل الصهيونية العالمية ، اليس بلنكين ينطق وكأنه وزير خارجية إسرائيل وليس الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك جون كيربي صار وزيرا للأمن القومي الاسرائيلي فما عليهما إلا أن يسير ا بأمر من قائدهم أو زعيمهم وفكرهم الخبيث وكذلك نحن في الأمة فكم من” مرياع “البسناه ثوب الوجاهة وسارت الشعوب خلفه ظنا منها انه يقودها إلى بر الأمان وتحقيق الأفضل لها علما ان “المرياع “لمن لا يعرفه اويسمع به هو نوع من الخراف المحسنة يقوم صاحب الأغنام بعزله عن امه يوم ولادته ويسقى الحليب وهو بجانب الحمار حتى يعتقد انه أمه وبعد أن يكبر يخصى ولا يقومون بجز صوفه ويتركون قرونه تنمو وتكبر فيبدو كالاسد ضخما حينها يعلقون برقبته الاجراس الرنانة فإذا سار المرياع سار القطيع خلفه ولا يتخلف أحد بمنظر جميل معتقدا انه يسير خلف زعيمه البطل لكن الحقيقة ان المرياع يسير اذا سار الحمار ولا يتجاوزه ابدا والاغنام خلف قائدها وخلف الحمار ولهذا ضاعت الكرامة عند الشعوب لأنها مغيبة وممنوع عليها الخروج عن الطريق المرسوم لها انها شديده المرارة في فمنا وعقولنا فهي كالحنظل .
سئل الرسام والكاريكاتير الشهيد ناجي العلي متى نرى وجه “حنظلة” الشخصية الكاريكاتيرية الذي عقد يديه خلف ظهره فقال حينها ناجي العلي سترون وجهه عندما نرى الكرامة العربية غير مهدورة .



