شخشير : لا أرجح أن يكون هناك دولة فلسطينية

سامحوني فلست متفائلة

بقلم علا شخشير

رأيي استناداً إلى تحليلي للمشاهد والمواقف و مراجعتي لتصريحات الإدارة الأميركية منذ 2002 أمثال ( جورج بوش، و كوندليزا رايس، و هيلاري كلينتون،) واطلاعي على كتب و مقالات صحفية و كتابات لمسؤولين أمثال ( كارل برينستين، ودنيس روس)، و الأهم اطلاعي على التاريخ واستقصاء المعلومات من أكثر من مصدر بشكل موضوعي وحيادي، لا أرجح أن يكون هناك دولة فلسطينية .

 

ما هو آت على المنطقة تغييرات واسعة ملفوفة بوعود لا أدري مدى جديتها، كلٌ لتقوية النفوذ الأميركي في المنطقة و دمج إسرائيل مع المجتمعات العربية، عن طريق الثقافة والسياحة والعلم والاقتصاد والتجارة.

والأهم أرى الخطوات تمضي قدماً نحو تصفية القضية بجانب إضعاف أي دولة أو جهة أو توجه أو فكر يهدد وجودها أو قد يدعم وجود الفلسطينيين على أرضهم، إضافة إلى الاستمرار في تجميل الاحتلال وتقبله وتخفيف اللهجة العدائية تجاهه باللجوء إلى الأدوات التقنية و الإعلامية و التعليمية و الثقافية و الدينية و التاريخية ، يقابله استمرار العمل على نبذ الفلسطينيين و بث المزيد من الكراهية تجاههم، وتداول الأكاذيب و الإفتراءات والقصص التضليلية لتبرير عدم دعم العالم لهم، كل هذه المهام يتم تمويلها بميزانيات ضخمة، وسيتم تنفيذها بدقة على الصعيد الاعلامي والسياسي والإقتصادي و العسكري .

 

أما التصريحات الدولية المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، كما أراها اليوم ما هي إلا “تصبيره معلبة” تقدم لبعض الحقوقيين، و بعض المسؤولين الفلسطينيين، و شعوب العالم المتضامنة مع القضية الفلسطينية لامتصاص غضبهم وتهدئة الرأي العام.

ومن ناحية إعلان الدول أنهم سيعترفون بدولة فلسطين والسعي نحو هذا التوجه، أو إعلان بايدن أن غزة لن يتم احتلالها من قبل “إسرائيل “، ما هي إلا سياسة إعلامية ( بعضها يأتي بنوايا حسنة و أخرى نفاقاً أو كذباً) تبعث في نفوس مناصري القضية الأمل، هذا الأمل الذي يهدف بشكل غير مباشر إلى تحقيق فكرة التخلي عن المجابهة من أجل السلام والاستسلام النفسي والميداني، هدوء وتعاون تأتي من بعده عاصفة الغدر للأسف، فلا دولة ولا سلطة ولا حكم ولا حتى وجود فلسطيني ككيان.

 

في البداية ستتعاون قوات دولية، و عناصر محلية فلسطينية، و جهات لوجستية ومخابراتية، كلها موافق عليها من قبل إسرائيل، للسيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية و غزة، و ترتيب الأوضاع داخلياً، و بعد حوالي عشر سنوات تكون إسرائيل مسيطرة بالكامل على فلسطين بعد ضمان إضعاف أي قوى تجابه أو تعترض أو تهدد وجودها داخلياً.

بالنسبة للديموغرافية تكون قد تغيرت نسبة الفلسطيينن في فلسطين من بعد المجازر ،و تنفيذ سياسة التطهير العرقي، و فرض الخناق على الفلسطينيين وتهجيرهم على دفعات بتعاون دولي، تهجير بشكل علني تارة و مستتر تارة أخرى…

 

سامحوني، أعلم أنها تبدو نظرة تشاؤمية بالنسبة للفلسطينيين، و أتمنى ألا يحدث هذا ! لكن حقيقة لا أرى ما يمنع حدوث ذلك، ولا أرى إرادة حقيقة تقف في وجه تلك المخططات من القوى والمنظمات واللوبيات الدولية والحقوقية و القانونية والسياسية

مقالات ذات صلة