حرب أوكرانيا تدشن مرحلة جديدة مختلفة في الإعلام

الفرد عصفور

أظهرت الحرب في أوكرانيا كم هو صغير هذا العالم وكيف تنتقل الأخبار في وقت حدوثها عبر وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا الوسائل الشخصية من خلال السوشال ميديا. فالعالم بات متصلا بعضه ببعض بطريقة غريبة لا فكاك منها لم يعهدها الناس قبل عشر سنوات مثلا.

كيف نميز الحقيقة من الزيف؟ هذا هو التساؤل الذي يخرج به المتابعون لتفاصيل الأخبار والمعلومات المتدفقة ذات العلاقة بحرب أوكرانيا. فهذه الحرب هي الأولى في التاريخ التي يتم تغطيتها بصورة تكاد تكون لحظة بلحظة. وهذا خلق البلبلة لدى الجمهور الذي لم يعد قادرا على تمييز التفاصيل التي تتدفق ليس فقط عبر وسائل الإعلام التقليدية بل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية التي باتت تشكل مصدرا رئيسيا ومباشرا للمعلومات عن أي حدث في العالم وليس فقط عن حرب أوكرانيا.

انقسم عالم الإعلام وصدرت ردود أفعال مختلفة كثير منها أثار الاستغراب بسبب أنه لم يصدر مثلها عند وقوع صراعات أخرى في الماضي. الحرية التي يتمتع بها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها أتاحت لهم التعليق بصورة لا مثيل لها إلى درجة أن اختلط معها الأسود بالأبيض ولم يعد المتابع يستطيع تبين الحقيقة.

ومع انقسام الرأي العام العالمي إلى معسكرين واضحين بالنسبة لطرفي أزمة أوكرانيا بات الإعلام أيضا منقسما بين تيارين متضاربين احدهما يدعم الموقف الروسي والأخر يدعم الموقف الأميركي مع أن العداء لأحد الطرفين يجب أن لا يطغى على رؤية الحقيقة وبيان الواقع كما هو

مقالات ذات صلة