علاوة المعلمين إدارة الأزمة ام افتعالها

 

بقلم الكاتب الدكتور سليمان الشياب

علاوة المعلمين – أسباب الأزمة

نفذت نقابة المعلمين في المملكة الاردنية الهاشمية يوم الخميس اعتصامها  احتجاجا على عدم وفاء الحكومة بالتزامها مع النقابة.
الاتفاق المبرم في عام 2014 كان يقضي بمنح زيادة مقدارها 50 بالمئة.

وقد اغلقت الاجهزة الامنية الطرق المؤدية الى موقع الاعتصام! ظنا منها ان المعلمين سيعودون ادراجهم في حال منعهم من الوصول الى الدوار الرابع موقع الاعتصام الرئيسي
والذي كان يجب ان يلتقي عليه كل معلموا المملكة.

ولكن مع المنع لم يستطع الجميع الوصول الى موقع الاعتصام فسادت الاعتصامات مناطق كثيرة في المملكة واعتصمت كل مجموعة بشكل منفصل! حيث حبسهم المنع وبغباء المسؤوليين في الدولة الاردنية.
امتدت مساحة الاعتصامات لتشمل مناطق كثيرة بدلا من ان تكون في الدوار الرابع فقط
ولكن ومع المنع الذي مورس على القادمون للدوار الرابع الا ان اعدادا كبيرة استطاعت الوصول الى موقع الاعتصام الرئيسي على الدوار الرابع بعد ان ترجلوا من وسائل النقل وساروا مشيا على الاقدام

علاوة المعلمين – ردة فعل غير متوقعة

ولم تقف السياسات الغبية من قبل المسؤولين عن ادراة الاعتصام عند منع المعلمين من الوصول الى مكان الاعتصام! لا بل اصدروا الاوامر للامن والدرك بفض الاعتصامات.
تم ذلك باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع وضرب المعتصمين! مما زاد الطين بلة وزاد في اصرار المعلمين على المضي قدما في التصعيد واعلان الاضراب المفتوح .

توقعت الحكومة انها مجرد ان فضت الاعتصام في بعض المواقع بالقوة وبمجرد اعتقالها لمجموعة من المعلمين والتعامل معهم في المراكز  الامنية بطريقة بعيدة كل البعد عن اخلاقنا التي تربينا عليها في الاردن توقعت الحكومة انها نجحت في انهاء الاعتصام وانهت المسالة برمتها.

لكن ما حدث ان انقلب السحر على  الساحر فكان الاضراب ناجحا بكل المقاييس وتحول من اضراب للمعلمين الى اضراب للمجتمع الاردني مؤيدا للمعلمين بمطالبهم العادلة المحقة
وسبب ذلك التوسع في قبول فكرة الاضراب من قبل المعلمين ومن قبل المجتمع باسره هوالسلوك الارعن الذي قام به المسؤولون في الحكومة والذي تضمن اصدار الاوامر لضرب المعتصمين.

المعلم لايستحق الضرب

كان الاولى بهذا الضرب من سرقوا الوطن ومن نهبوا خيراته…
كان الاولى ان يجر الى المراكز الامنية من اغرقوا الاردن بالديون وباعوا مؤسساته في ظلمة الليل بثمن بخس…
هؤلاء هم من يستحقون الضرب وليس المعلم الذي يبدا نهاره من الصباح الباكر بخدمة الوطن من خلال تربية وتعليم ابناءه ويستمر باداء واجباته التعليمية حتى منتصف الليل ولا يتقاضى الا الفتات الذي لا يكفي لسد ابسط حاجاته وحاجات اسرته

كان الاولى بالحكومة ان تستجيب لمطالب المعلم التي تكلف الخزينة مبلغ 112 مليون دينار.
هذا المبلغ اقل بكثير مما يصرف في مواقع اخرى بشكل غير مبرر من مكافئات ومياومات سفر للحكومة والنواب وكبار المسؤوليين ومن رواتب خيالية يتقاضاها بعض الموظفين في الهيئات المستقلة او تلك المبالغ التي تصرف على الجيوش الجرارة من ابناء المتنفذين العاملين في سفاراتنا والتي يبلغ عددها اكثر من عدد سفارات الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاولى والعظمى على مستوى العالم

لم نجدهم يقدمون شيئا يذكر للوطن
حتى على مستوى تسويق الفرص الاستثمارية في الاردن نجد ان جلالة الملك في زياراته هو من يسوق الاردن استثماريا
لذلك كان الاولى بالحكومة ان تكون راشدة في تصرفاتها وان تجلس للحوار مع المعلمين وتقدم حلولا عملية تلبي مطالبهم لانهم يستحقون, وان تدار الازمة بحنكة وذكاء بدلا من ان تفتعل, وتشعل النيران في وطن يستحق من الجميع لا بل يستوجب على الجميع ان يخدمه ويفديه بالارواح.

في الختام اقول على الحكومة ان تستخدم العقل وتحل المشكلة فلا زال هناك متسع من الوقت  او ان تنسحب من المشهد كاملا وتقدم استقالتها معلنة عجزها وتخلي الميدان لمن هم اهلا لتحمل المسؤولية لادارة البلاد فالوطن يستحق منا كل خير والمعلم يستحق منا كل دعم.

حمى الله الاردن والخزي والعار للفاسدين 

نهاية مقالة علاة المعلمين.

مقالات ذات صلة