مُحبطٌ موقف السلطة من إنجازات حماس

حاتم الكسواني

من المحبط جدا أن تقف السلطة الفلسطينية ضد إنجازات حماس ونصرها المبين وهي السلطة التي تفتخر بأنها صاحبة اول عملية فدائية  ضد العدو الصهيوني وأنها صاحبة مقولة ” نحن اول الرصاص ”

فكيف يقف أصحاب اول الرصاص ضد إنجازات أصحاب رصاص النصر  .

كيف يقف المناضل ضد نفسه … ألا تتناغم أهداف السلطة الوطنية ووجودها مع أهداف حماس في تحقيق الاستقلال الوطني وطرد المحتل من أرض الآباء و الأجداد ..ام أننا يجب أن نشك بقناعات سلطة يطرح رئيسها شعارات المقاومة السلمية مع عدو لا يخفي نواياه في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره وإلغاء هويته وإنكار  وجوده  .

كل مانتمناه  أن تقدم لنا السلطة الوطنية الفلسطينية حالة تشكل نصرا لشعب قاوم محتلا عنصريا إحلاليا يحمل قناعات دينية بإمتلاكه للأرض التي يحتلها بالمقاومة السلمية .

وإذا كان انموذجهم المهاتما غاندي فنذكرهم أنه قاوم احد دول  الإستعمار  التقليدي التي سادت خلال سني القرن الماضي و كان مصيرها الخروج من كل البلاد التي أستعمرتها نتيجة مقاومة شعوبها التي أتخذت أشكالا متعددة لا الإستعمار العنصري الإحلالي المستند إلى مقولات  دينية   .

المحبط أن تتفق أهداف السلطة الفلسطينية  مع أهداف العدو الصهيوني في إطفاء جذوة المقاومة في الضفة الغربية وإقتلاعها من مدنها ومخيماتها  ، وأن تشاركه في قتل وإعتقال المقاومين فيها ، وأن تماثله في ممارسة نفس الأساليب القاضية بتكميم الافواه وتعمية الصورة بإغلاق مكاتب قناة الجزيرة كواحدة من أهم قنوات نقل الخبر التي يعتمد عليها المواطن العربي ، والقيام بإعتقال الصحفيين الفلسطينيين  العاملين بوسائل الإعلام المختلفة بالضفة الغربية  .

المحبط أيضا إن يطل علينا رجالات السلطة على بعض الشاشات الفلسطينية و العربية ليقزموا إنجازات حماس في غزة ويشيطنوها ويقللوا من شأنها باثين روح الفرقة بين مكونات فصائل المقاومة الفلسطينية في الوقت الذي تؤكد فيه كل الأصوات العاقلة الحريصة على مستقبل القضية الفلسطينية على ضرورة الوحدة بينها وضرورة الإنتباه إلى عدم ترك مساحات خلاف يعبر العدو من خلالها  لإذكاء نار الفرقة وتعظيم أسبابها  بين فصائل المقاومة الفلسطينية ، حيث يؤكدون على ضرورة الإلتزام باتفاق بكين القاضي بوحدة جميع الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية  بإعتبار أن الوحدة الفلسطينية هي السياج الذي يحمي مصالح  أبناء الشعب الفلسطيني ويحقق أمانيه الوطنية .

ولا بد أن نلفت الإنتباه إلى صورة الوحدة بين أبناء الوطن الفلسطيني التي تجلت بوحدة المحررين من سجون الإحتلال خلال الأيام الماضية  الذين أجمعوا على إرجاع الفضل لنضالات حماس وتضحيات شعب غزة بتحريرهم دون النظر إلى إنتمائاتهم السياسية أو الفصائلية … فهكذا يكون التعامل مع الكل الفلسطيني دون تمييز أو تفريق .

كل مانرجوه أن لا تكون مواقف وقرارات  أصحاب الحل والربط في الفصائل الفلسطينية نابعة من الرغبة في المحافظة على المواقع السلطوية أو الإحتفاظ بالمزايا الشخصية أو المكتسبات المادية فطموحات الشعب الفلسطيني ومن ورائه الامتين العربية والإسلامية أكبر من الطموحات الصغيرة  للأشخاص أو الفصائل  ، و تتمثل بتحرير الأقصى الجريح وإسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه غير المنقوصة بالتحرير والعودة والإستقلال.

إن إنجاز غزة ونصرها قاعدة صلبة يجب البناء عليها لتحقيق الاماني الفلسطينية والعربية ، وهو حجر الزاوية لإنهاء كل الأطماع الصهيونية في الأرض الفلسطينية و العربية ..  فما قبل نصر غزة وطوفانها ليس كما بعده .

 

 

مقالات ذات صلة