الغذاء والدواء تطلق استراتيجية العمل الوطنية لاحتواء مشكلة مقاومة المضادات الحيوية

إفتتح الدكتور هايل عبيدات مدير عام المؤسسة الأردنية للغذاء والدواء نائبا عن  معالي وزير الصحة / رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للغذاء والدواء حفل إطلاق استراتيجية العمل الوطنية لاحتواء مشكلة مقاومة المضادات الحيوية وذلك صباح اليوم الاثنين الموافق 17/9/2018 .

وتأتي اهمية اطلاق هذه الاستراتيجية نظرا للمستجدات العالمية بخصوص مقاومة البكتيريا و تفاقم مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والتي ينتج عنها وفاة ما يقارب المليون شخص كل عام بسبب الالتهابات البكتيرية التي لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية الشائعة.

وخلال حفل اطلاق الاستراتيجيه أشار مدير عام المؤسسة الدكتور هايل عبيدات ان المؤسسة ووزارة الصحة و بالتنسيق مع كافة الشركاء في القطاع الصحي من النقابات المهنية و الخدمات الطبية الملكية ومستشفيات القطاعين العام والخاص في المملكة وكليات الطب والصيدلة والتمريض في الجامعات قامت بعمل حملة توعوية تهدف الى تسليط الضوء على هذه الظاهرة الطبية السلبية بهدف ضبط تناول المضادات الحيوية من قبل المرضى دون وصفة طبية اضافة الى الافراط في وصف المضادات الحيوية من قبل الاطباء و انتشار عدم استخدام المضاد الحيوي المناسب حسب العملية الجراحية .

ودعا الدكتور عبيدات  الى التشجيع على الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية من خلال تظافر جهود جميع العاملين في القطاع الطبي و تغليظ العقوبات على من يقوم بصرفها دون وصفة طبية  ، كما دعا إلى اتاحة وضع بروتوكولات علاجيه لصرف المضادات الحيوية حسب الحالة المرضية ، وحسب العملية الجراحية ، وعمل دراسات سريرية على مستوى المملكة للخروج باحصائيات تبين مواطن الافراط في وصفها واساءة استخدامها حسب المرض للخروج بتوصيات وقرارات حازمة تقييد وصفها و صرفها اضافة الى وجود ضباط ارتباط مع الشركاء المعنيين لعمل قاعدة بيانات تتعلق بصرف المضادات الحيوية المسجلة في الأردن وربطها بقاعدة البيانات الوطنية.

وأضاف بان  اطلاق هذا الحدث اليوم يأتي  التزاما من المؤسسة في تنفيذ استراتيجية العمل الوطنية وخاصة في مجال التوعية والتعليم من حيث تنظيم وعقد حلقات تعليم مستمر لمقدمي الرعاية الصحية من خلال النقابات وطلبة الجامعات.

أما بخصوص تحسين الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية فإن المؤسسة تعمل على إتاحة ونشر التعليمات المتعلقة بالمضادات الحيوية على مستوى وصفها وصرفها .

كما أن المؤسسة ومن خلال إدراج الأدوية الأقل كلفة على ميزانية الدولة في قائمة الأدوية الرشيدة إن استمرار التعاون بين كافة القطاعات الطبية والمتمثلة في القطاعات العامة والخاصة والخدمات الطبية الملكية في مجال تعزيز ضبط استخدام المضادات الحيوية بناء على أسس علمية سيتيح المجال لاستخدام هذه الأدوية ضمن النطاق الذي وجدت له في الأصل وهو المرضى الذين يحتاجونها فقط.

و أكد عبيدات أن رفع سوية مأمونية الأدوية يعد من أولويات اهتمامات المؤسسة الأردنية للغذاء والدواء ، وإن تعزيز قدرات العاملين في متابعة تعليمات وآليات صرف المضادات الحيوية من خلال نظام يتم فيه التعاون بين المؤسسة ووزارة الصحة وكافة مقدمي الرعاية الصحية سيكون له الأثر الإيجابي في التمكين من اتخاذ إجراءات مناسبة للتقليل من انتشار الأمراض في المجتمع.

من ناحيته قال الدكتور زيد الكيلاني نقيب الصيادلة في كلمته التي ألقاها في حفل إطلاق استراتيجية العمل الوطنية لاحتواء مشكلة مقاومة المضادات الحيوية ، ان إطلاق هذه الإسترانتيجية اليوم هو نتاج عمل لجان شكلتها المؤسسة من مختلف مكونات المجتمع الصحي لدراسة آلية الحد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، و كوننا كصيادلة جزء لا يتجزأ  من الجسم الصحي فانه من واجبنا ان نقدم الرعاية الصحية و الصيدلانية و النصيحة و الإرشاد لمريضنا .

 

وأضاف الكيلاني ان ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هي أزمة للصحة العامة و مشكلة عالمية، و كوّن الاْردن الرائد في المنطقة في المجال الصحي فعلينا ان ناخذ زمام المبادرة و ان نتكاتف يدا بيد في كافة القطاعات الصحية للحد من هذه الظاهرة، و علينا ان نتذكر ان المضادات الحيوية ليست فقط لعلاج السعال و الرشح حيث ان المريض الذي يتمتع بصحة جيدة قد يقاوم بعض هذه الأمراض و لكن ان نتذكر ان المضادات الحيوية جعلت عملية زرع الكبد و النخاع الشوكي ممكنا، و ان خسارة فعالية المضادات الحيوية امر مصيري لحياة المريض و لا يمكن الاستهانة به.

وأكد الكيلاني بان الصيادلة هم جزء أساسي من الحل كما هي باقي القطاعات، و ان انتشار الصيدليات العامة في المملكة ستساهم برفع الوعي عند المريض، حيث ان الصيدلي مقدم الرعاية الصيدلانية و هو خبير الدواء و هو مستشار المريض الخاص بحكم العلاقة التي تبنيها صيدليات المجتمع مع مرضاها .

و أشار الكيلاني إلى أن  نقابة الصيادلة  ستقدم  دعمها الكامل  للمؤسسة العامة للغذاء و الدواء بوصفها  شريكا استراتيجيا في هذه المبادرة .

وقال ان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة و هذه اول خطوة نخطوها معا ممثلين عن كافة القطاعات المعنية .

و بين الكيلاني ضرورة أن تترافق التوعية مع التثقيف أثناء تنفيذ استراتيجية العمل الوطنية لاحتواء مشكلة مقاومة المضادات الحيوية كما تم الأمر في حملات محاربة الدخان، لأننا لا نتكلم عن خطا بالممارسة فقط و إنما نتكلم عن العديد من النقاط منها :

ـ كثر استخدام المضادات الحيوية    ـ  عدم استمرار المريض في أخذ الجرعة    ـ الاستخدام الفائض عن الحاجة بالحيوانات

ـ قلة التعقيم في المستشفيات   ـ ضعف النظافة و التعقيم الشخصي       ـ عدم وجود مضادات حيوية جديدة،

و كل ما سبق يحتاج الى توعية و تغيير ثقافة كاملة لمقدم الرعاية الصحية و للمواطن .

أ

مقالات ذات صلة