المسمار المطعوج…يوسف غيشان
حتى نحن، أقصد أنصاف المثقفين والمثقفين أدناه وأعلاه، نرضى بأنصاف وأرباع الحلول واللاحلول، لأن ما باليد حيلة، مثلنا مثل ذلك المواطن الطفران، الذي دخل مسمار في باطن قدمه، فانطلق الى الطبيب ليسحبه، فقال له الطبيب:
– عملية إزالة المسمار من قدمك تكلفك 100 دينار…. هل ازيله لك؟
فقال المواطن :
– ما معي مصاري ..إطعجه وخليه محلّه ..ع بين ما أدبّر حالي.
هكذا نفعل في مواقفنا السياسية، نطعجها لتوافق واقع الأحال، ولا نزعل أولاد العم ولا الأخوال …حتى لا نخسر الهدايا والعيديات، ونعبر عن أنفسنا بعبارات ناعمة قد تعني شيئا وقد لا تعني شيئا على الإطلاق، فلا نحن مع السلام ولا نحن ضده، لا نحن مع الولاية العامة للحكومة ولا نحن ضدها.
هكذا نفعل في حلولنا الاقتصادية، وبدل أن نمسك العصا من راسها ونضرب بها من يسرع ويفسد الآخرين، فأننا نمسك العصا من الوسط، ونشرع في ترقيصها على اصابعنا، ثم ننسى لماذا حملناها اصلا، فنشرع في الرقص والمباهاة بالعصا المحمولة من الوسط. فلا نحن مع السياسات الصندوقية ولا ضدها تماما، ولا نحن مع الليبرالية ولا ضدها ولا مع الإشتراكية ولا ضدها.
هكذا نفعل في قضايانا الإجتماعية، حيث نؤجل كل شيء ونرميه على الأجيال القادمة، فلا نحن ضد حرية المرأة ولا نحن معها، لا نحن مع تجنيس أبناء الأردنيات ولا ضده، لا نحن مع أنفسنا ولا ضدها، نعيش في البرزخ وعلى سور الأعراف، لكأننا ننتظر شيئا ما بدون لهفة ولا دهشة ولا ..لا تردين الرسايل.
بالمناسبة الحديث يشمل الجميع …حكومة وأحزابا مؤيدة ومعارضة. حتى عندما نشهد تحديدا لموقف سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ما، فإنه سيكون –على الأغلب- تحديد من نوع طرد العتب، وأقول كلمتي هذه ..وأمضي، دون أن اناضل أو اقاتل من أجلها.
والحديث يشملني ويشمل معظم الصحفيين والكتّاب أمثالي …. ويشملكم أو يشمل معظمكم أيها الأعزاء القراء.
كلنا يشتغل على طريقة … إطعجه ع بين ما الله يفرجها!!