لماذا يهاجم الهباش مسيرة العودة؟…عمر عياصرة

مشبوهة تلك الكلمات التي اطلقها محمود الهباش، مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية، بحق مسيرة العودة، قائلا: انها مقامرة بالاطفال والنساء، وان ليس لفلسطين فيها ناقة ولا جمل.

الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، كتب على حسابه بالفيسبوك “حتى الهباش يقولها كما هي ويعترف بما نعرفه جميعًا: “حماس تريد إعادة إنتاج نفسها بالدماء من خلال إرسال المواطنين إلى الحدود كي يموتوا”.
ما قاله الهباش كان على المنبر في خطبة الجمعة، بحضور الرئيس ابو مازن، اعتقد جازما ان اراد من كلماته ارضاء الرئيس، واثبات انه لا زال مخلصا في بغضه لحماس.
التوقيت مشبوه، فالقادم الفلسطيني المتمثل بمناسبة النكبة ونقل السفارة الاميركية للقدس، لا يحتمل الا توظيف مسيرات العودة لزيادة غلة ثقل المشروع الوطني الفلسطيني.
نعم، يمكن استثمار مسيرة العودة في غزة التي تسيرها حماس، من قبل عباس لدعم موقفه الرافض سياسات ترامب الاخيرة، فلماذا لا يفعل، ولماذا يسمح للهباش بمهاجمة كنز نضالي فلسطيني غير مسبوق؟
يصيبني عباس دائما بالدهشة، فهو بالحد الادنى “قال لواشنطن: لا”، لكنه في سلوكيات اخرى يضرب هذه “ال لا” في صميمها.
ما المانع يا هباش، انت وعباس، ان تختلفوا مع حماس في الشأن الداخلي الفلسطيني، وتتفقوا معها في مواقفها المعادية صفقة القرن، والتي سيكون لها الاثر في وقف اندفاعة ترامب نحو تصفية وجود الفلسطينيين (حماس وفتح والجميع).
المشهد الفلسطيني يصيبني بالقشعريرة، والخوف، فهناك قادم من الايام صعب ومعقد، يحتاج الى لحمة الصفوف، فلنتفق ان المصالحة لا زالت مبددة، فما المانع ان نستحضر عناصر القوة المتبادلة في اطار انتهازي وطني.
ما المانع، ان تستثمر حماس رفض عباس لنقل السفارة وقرار ترامب، وما المانع ان يوظف عباس مسيرة العودة لتقوية مواقفه الرافضة الوسيط الاميركي، الفلسطينيون تاريخيا كانوا اذكى من لحظتهم الحالية.

مقالات ذات صلة