” أهالي قفصة يطردون سفير فرنسا: “ارحل” و”تونس حره

أقدم أهالي محافظة قفصة على طرد سفير فرنسا في تونس أوليفيه بوافر دافور، ورفعوا شعار “ارحل” في وجهه، منددين بزيارته إلى الجهة ومعتبرين حضوره وتنقله داخل الجهة مسّاً بالسيادة الوطنية واعتداء على كرامة المواطنين.

ورفع عشرات المحتجين شعارات أمام مقر بلدية قفصة هاتفين “ارحل ارحل.. يا دافور” و”تونس حرة حرة.. والسفير على برة” و”يا حكومة الاستعمار بعتو تونس بالدولار” ليضطر السفير إلى مغادرة مقر البلدية مسرعاً وسط حماية أمنية مشددة.

وتوجّه السفير الفرنسي مباشرة مع المسؤولين التونسيين إلى مقطع أم الخشب بالحوض المنجمي لإنتاج الفوسفات لمعاينة عملية الإنتاج والاستخراج التي سترفع من حجم إنتاجية الجهة لهذه المواد.

واعتدت عناصر الأمن على المحتجين فور خروج ركب السفير والمسؤولين لتنتهي العملية بتشابك وتدافع مع الشباب والنشطاء المنددين بزيارة السفير.

وقال القيادي بـ”حزب العمال” والنائب عن “الجبهة الشعبية” عن محافظة قفصة عمار عمروسية إنها “قمة الإهانة والاستهانة بسيادة الشعب التونسي من خلال زيارة المقيم العام الفرنسي دافور والحاكم الحقيقي للبلاد إلى قفصة لمعاينة ثرواتها من الفوسفات وكأن البلاد لم تعرف استقلالاً ولا جلاء ولا سيادة على ثرواتها”.

وأضاف عمروسية  أن “هذا السفير تجاوز كل الحدود وطلبنا سابقاً من الرئيس طرده من البلاد لعدم احترامه سيادتها ونواميسها، غير أننا تبينا أنه الحاكم بأمره وما يزيد من الفضيحة فضيحة أن يقوم الأمن بالاعتداء بالعنف على المحتجين أمام مقر بلدية قفصة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يطرد فيها السفير الفرنسي، فقد قامت مجموعة من الطلبة بطرده من مقر جامعة في محافظة بنزرت احتجاجاً على تنقلاته المرفوضة من التونسيين.

وشهدت تونس سجالاً بين أمين عام المنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي والسفير الفرنسي تتعلق بتصريحات سفير دولة أجنبية تمس بسيادة تونس، وبالرغم من أن الطبوبي لم يذكر اسم دافور إلا أن الأخير تولى التعليق والتوضيح، قبل أن يلتقي الطرفان منذ أيام لمحاولة إذابة الجليد بينهما.

من جانب آخر، أقرّ رئيس الحكومة التونسية منشوراً حكومياً يلزم السفراء بعدم مغادرة العاصمة والمحافظات القريبة منها بن عروس وأريانة ومنوبة أو ما يسميه التونسيون “بتونس الكبرى”، وفي حالات استثنائية يطلب السفير الأجنبي ترخيصاً من وزير الخارجية في إطار برنامج يتم الإعلان عنه.

وأشعر وزير الخارجية خميس الجهناوي السفراء والبعثات الدبلوماسية بضرورة احترام النواميس الدبلوماسية والأعراف، خصوصاً بعد أن اشتدت حملة مجتمعية منددة بتنقلات السفير الفرنسي ووجوده في مختلف المحافظات ولمواكبته لمختلف البرامج الرياضية والثقافية والسياسية.

وتتزامن زيارة السفير الفرنسي مع حالة غليان مجتمعي تعيش على وقعها محافظة قفصة التي ودعت أحد أبنائها في جنازة حزينة إثر إقدام عناصر إرهابية على قطع رأسه في جبل عرباطة.

كذلك تتزامن مع احتشاد مواطنين ينددون بسياسة الحكومة تجاه الجهة بسبب تواصل التهميش وغياب الشغل والتنمية وتواصل غلاء الأسعار وارتفاع كلفة العيش.

مقالات ذات صلة