الجزيرة… وكسر الرواية الصهيونية

بلال حسن التل

من الانحازات التي حققتها معركة طوفان الأقصى، انها كسرت الرواية الصهيونية للصراع الدائر في فلسطين و حولها، وبالتالي التغير الكبير الذي حدث في اتجاهات الرأي العام العالمي، دعما لحقوق أبناء فلسطين، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، معقل الصهيونية الاقوى، وحيث السيطرة الصهيونية الكاملة على الإعلام، ثم سيادة الرواية الصهيونية للصراع، وهي الرواية التي زعزعتها معركة طوفان الأقصى،حيث لعب الصحفيون والاعلاميون العاملون في قطاع غزة،دورا مركزيا في كسر الرواية الصهيونية، وفي طليعتهم فرق قناة الجزيرة، التي يسجل لها متابعة مايجري في غزة دقيقة بدقيقة، بمهنية عالية اغاضت العدو الصهيوني.

غيظ العدو الصهيوني من كسر روايته، جعله يحقد على الصحفيين و الإعلاميين،الذين قاتلوة بالكلمة والصورة، وفضحوا جرائمه، وزيف ادعائاته، فتحولوا إلى هدف لرصاص ومدافع طائرات العدو. فارتقى من الصحفيين في غزة خلال سبعين يوما من العدوان على غزة أكثر من تسعين صحفيا واعلاميا، ناهيك عن استهداف عائلات صحفيين و إعلاميين ترهيبا لهم.

وقد كان من الطبيعي أن يكون لصحفيي الجزيرة نصيب الأسد من استهداف الجيش الصهيوني للصحفيين، ومن ثم يكون لها نصيب الأسد من الصحفيين الشهداء، وآخرهم المصور سامر ابو دقة الذي استهدفه الجيش الصهيوني بصورة مباشرة ولمرتين متتاليتين،يوم الجمعة الماضي، ومنع وصول فرق الإنقاذ اليه لمدة خمس ساعات، ليرتقى شهيدا،كذلك كان للجزيرة نصيبا وافرا من الاصابات بين صحفييها برصاص العدو،  وكان آخرهم وائل الدحدوح الذي اصيب أكثر من مرة، كان آخرها يوم الجمعه الماضي، في نفس الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد سامر ابو دقة، وبالرغم من جراحة، أصر على مغادرة المستشفى ليشارك بتشيع جثمان زميله سامر ابو دقة، ويرثيه في لحده مجددا بالعهد على مواصلة القتال بالصورة والكلمة، مما يذكرنا بموقفه عندما استهدف العدو عائلته بالقصف فاستشهدت زوجته وابنه وإبنته وحفيده، وعدد من أفراد عائلته، ومع ذلك ماكاد ينتهي من مراسم تشيعهم، حتى عاد من فوره لأداء مهمته في نشر الحقيقة، ومثل وائل الدحدوح كذلك زميله بالجزيرة مؤمن الشرافي الذي استهدف العدو عائلته بالقصف، فتوزعوا بين شهيد وجريح. ومع ذلك واصل على الفور عمله في كشف جرائم العدو.

استهداف رجال الصحافة والإعلام، هو صورة من صور انتهاك إسرائيل لقوانين حقوق الإنسان وللعهود والمواثيق الدولية، دون أن تتمكن المنظمات الدولية من فعل شئ لردع العربدة الإسرائيلية، التي لاتفهم الا لغة القوة.
كما ان استهداف الصحفيين هو صورة من صور الهستيريا التي أصابت الكيان الصهيوني، جراء خسائره في الحرب الدائرة في قطاع غزة، ومن بينها زعزعة روايته عن الصراع.

مقالات ذات صلة