تراجع الأردن 9 مراكز في الترتيب الدولي حسب تقرير التنافسية العالمي للسياحة والسفر

حرير – يصدر تقرير التنافسية العالمي للسياحة والسفر كل عامين عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ويعد من أهم التقارير من نوعه.

وفي آخر إصدار له والذي تم نشره مؤخرا، تراجع الأردن 9 مراكز في الترتيب الدولي، وهنا يجب أن نقف مطولا لمعرفة أسباب التراجع والوقوف عليها لتفاديها مستقبلا وكيفية إيجاد حلول تساعدنا على تحسين مرتبة المملكة في التقارير المقبلة.
إن تحديات القطاع السياحي معروفة للجميع والطريق لحلها يكمن في نظرة الدولة للسياحة كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني ومعاملتها كصناعة تصديرية بكل ما يندرج تحت هذا المسمى من حوافز وتسهيلات، بالإضافة الى النظر بموضوعية وشمولية للتحديات بعيدا عن إرضاء فئة على حساب الأخرى، وعليه يجب أن تتغير الرؤية الرسمية لقطاع السياحة باعتباره أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني لكي توفر غطاء لنهضة سياحية شاملة يستحقها الأردن، فقد آن الأوان لتجاوز اكتفائها بالنمط التقليدي القائم على الإدارة المحدودة للموارد السياحية التي تملكها المملكة.. وأن تعيد النظر في آليات العمل الوظيفي القائمة، فالمرحلة المقبلة تقتضي أن تكون الحكومة رائدة في العمل الإبداعي الخلاق الذي يخرج من تحت عباءته الكثير من المشاريع والمبادرات والآليات التي تمكن من الوصول لصناعة سياحة حرفية.
على الحكومة أن تدرك أيضاً أن السياحة هي الطريق الأقرب للرفاهية الاقتصادية، وأن الاهتمام السريع بها والاستثمار فيها سيحققان العوائد الأسرع التي ستوفر فرص عمل للآلاف.. إن تحقيق العيش الكريم للمواطن هو الهدف الأسمى وإن هذا العيش الكريم مرتبط بشكل وثيق بتلمس صناعات اقتصادية مؤثرة، مدعومة بتوجه مجتمعي مستوعب لصناعة سياحة عالمية، تتضاءل فيها السلوكيات الفردية المنفرة للسائح، ويتحول فيها كل مواطن إلى داع مبتسم وصديق للزائر لكي يزور بلادنا وينعم بقدر من الكنز التاريخي الذي حبانا إياه الله، وتضاريسها الطبيعية الخلابة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب العمل على تطوير القطاع والمواقع السياحية، فهناك أمثلة ناجحة عدة في دول الجوار والعالم نستطيع أن نطلع عليها ونكيفها بما يتناسب ومنتجنا السياحي.
ما عادت السياحة اليوم تعتمد على الآثار فقط، اليوم السياحة تعتمد على تجربة السائح من تنوع وجودة الخدمات المقدمة وتوفر الحدائق الترفيهية وخدمات النقل الجوي والبري والبحري والطعام والشراب ونظافة المرافق العامة وسهولة منح تأشيرات السفر وتوفر طيران بأسعار منافسة.
وعليه، فإننا بحاجة، وبشكل عاجل وجاد، لتكوين رؤية علمية منهجية طموحة، تبلور المستقبل السياحي الذي نريده، رؤية في شكل مشروع وطني طموح، يفسح الطريق لانطلاقة سياحية واسعة، في إطار مجتمعي شمولي، يسهم الجميع بالوصول إليه.

 

الغد

مقالات ذات صلة