السفارة الأمريكية تقدّم منحة لتمويل رواد الأعمال الأردنيين

حرير _ ستقوم منحة بقيمة 250 ألف دولار مقدمة من وزارة الخارجية الأميركية قسم الشؤون العامة في السفارة الأمريكية في عمان، بتمويل برنامج يقوده معهد روتشستر للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، بالشراكة مع مؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية ومركز الملكة رانيا لريادة الأعمال، و ذلك من أجل مساعدة رواد الأعمال الأردنيين على بدء مشاريع تجارية.

ويقود المشروع كل من الدكتور كلايد هال، أستاذ الإدارة في كلية سوندرز لإدارة الأعمال في معهد روتشستر للتكنولوجيا بالإضافة إلى كونه الباحث الرئيسي في المنحة، والدكتور إريك ويليامز، أستاذ الاستدامة في معهد غوليسانو للاستدامة التابع لمعهد روتشستر للتكنولوجيا.
ووفق بيان للسفارة، سيعمل البرنامج على توفير التمويل والتدريب ل 40 من رواد الأعمال ( 35 من النساء و5 رجال). و سيتلقون منذ البدء تدريبا تقنيا مكثفاً في مجال ريادة الأعمال مستنداً في أساسه على نظريات الاقتصاد الدائري وممارساته.
تستخدم المشاريع القائمة على نظام الاقتصاد الدائري نموذج إنتاج تجديدي/ تدويري يركّز على القضاء على النفايات وإعادة استخدام الموارد. ويهدف البرنامج إلى إطلاق ما لا يقل عن أربع شركات جديدة مبنية على نظام الاقتصاد الدائري بملكية نسائية أو أغلبية عاملة نسائية في الأردن بحلول أيلول 2022.
وقال الدكتور هال: “لقد تم تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري بنجاح في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، ولكن الأردن لم يشهد بعد جهودا متضافرة لتطبيق هذا النظام فيه”. ولكنه أشار إلى قيام الأردن بإعطاء الأولوية للبرامج التي تساعد النساء على إيجاد المزيد من الفرص للمشاركة في القوى العاملة.
وأضاف الدكتور هال: “تقوم رؤيتنا على تطوير أعمال ناجحة ومربحة، تدعم الاقتصاد الأردني و تقوم بالوقت نفسه بالحد من الآثار السلبية على البيئة”. و أضاف “و لكن هذه مجرد نقطة البداية، فقط. إذ نأمل أن يلهم نجاح مجموعتنا الأولية من رواد الأعمال الآخرين، وأن يؤدي إلى المزيد من الأعمال المستدامة الجديدة التي تملكها أو تديرها المرأة في الأردن”.
وأفادت غدير خفش، مدير عام مؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية EFE-Jordan: “نحن فخورون بأن نكون أول مؤسسة في الأردن تنفذ برنامجا تدريبيا حول الاقتصاد الدائري. إنها فرصة رائعة لرائدات الأعمال في الأردن للعمل مع خبراء يساعدونهن على تقييم خطط أعمالهن، ومعرفة أين يمكنهن دمج مفاهيم الاقتصاد الدائري في أنشطتهن التجارية. ونحن نتطلع قدماً إلى المساهمة في نجاح الشركات الناشئة المملوكة من قبل المرأة في الأردن، لا سيما في قطاع أخضر من شأنه أيضا أن يمنح بيئتنا تأثيراً إيجابياً.”
ومن الجدير بالذكر أن الأردن، مثل العديد من البلدان الأخرى، يواجه الكثير من التحديات البيئية. و يأمل فريق المشروع من أن يعمل المشروع على استهداف نفايات الأنسجة الصناعية والنفايات الإلكترونية على وجه التحديد.
و حسب ما ذكرته إسراء ذياب، التي أجرت أبحاثا ميدانية خلال فترة عملها كمستشارة في الأردن، فإن صناعة النسيج في إحدى المدن الأردنية ترسل ما بين 40 و80 طنا يوميا من نفايات النسيج الاصطناعي إلى مكب قريب للنفايات. وفي الوقت ذاته، في عام 2018 فقط ، قامت الأسر الأردنية بالتخلص من ما يقارب 13,500 طن من النفايات الإلكترونية. و عقّب الدكتور ويليامز على ما ذكر سابقاً، فقال : “يمكن للأعمال الاقتصادية الدائرية أن تساعد في مكافحة هذه المشاكل. فعلى سبيل المثال، قد تحول هذه الشركات الأقمشة المتبقية أو غيرها من المواد إلى منتجات جديدة قابلة للاستخدام؛ أو يمكن إصلاح الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر”.
و تنضم إسراء ذياب، التي تدرس في برنامج الدكتوراة في الاستدامة في معهد روتشستر للتكنولوجيا إلى فريق عمل الدكتور هال و الدكتور وليامز.
وقالت ذياب : “أنا سعيدة جدا بهذه الفرصة التي ستمكنني من مساعدة الشابات والشبان في الأردن من خلال هذا البرنامج على تحقيق التمكين الاقتصادي، وفي نفس الوقت المساهمة في إيجاد حلول للتصدي للتحديات البيئية التي يواجهها الأردن. إنه رهان رابح في أكثر من مجال”.
وسيوفر البرنامج حاضنة أعمال قائمة على مبادئ الاقتصاد الدائري لمجموعات صغيرة من رواد الأعمال الذين يعملون معا لبدء مشاريع تجارية. ويشمل البرنامج تقديم تدريب إلكتروني من خلال الانترنت وعدداً من الفرص التعليمية و قنوات للتواصل والتعاون مع رواد أعمالٍ آخرين وشركات قائمة في الأردن والولايات المتحدة كما يقدم المشروع منح ميكروية لتساعد الرواد على بدء أعمالهم.
وسيبدأ البرنامج بقبول الطلبات في 12 تشرين الثاني/نوفمبر. و نحن ندعو رواد الأعمال المقيمين في الأردن إلى التواصل مع منظمة التعليم من أجل التوظيف في الأردن للحصول على مزيد من المعلومات.
وعلقت المستشار الثقافي والإعلامي في السفارة الأمريكية ستيفاني ألتمان وينانز قائلة: “إن مثل هذه المبادرات التي تمنح المرأة الأردنية الأدوات اللازمة لتحسين بيئة الأردن وإنشاء أعمال ووظائف جديدة بنفس الوقت ، هي بالضبط ما نحتاجه اليوم لأن الأردن والعالم بأسره يواجهان تحديات اقتصادية وبيئية ناجمة عن جائحة فيروس الكورونا المستجد والتغير المناخي وقضايا بيئية أخرى. و انه ليسعدني أن أرى مثل هذه المشاريع – التي جمعت مواهب الأفضل والاذكى من كل من الولايات المتحدة والأردن – قيد التنفيذ ، و إنني أتطلع قدماً إلى رؤية إطلاق أعمال جديدة ومستدامة بقيادة سيدات أعمال أردنيات.

مقالات ذات صلة