#يا_حادي_العيس إلى روح الدكتور أحمد الحجايا، عليه شآبيب الرحمة والمغفرة

لقد كنت سَمْحا حين قَلَّ قمحنا وشعيرنا! ولقد تركت قلوبنا مُبَّددة قد غَطَاها الرَّمل!

قل لي_بربك_ مَن يلملمها بعد أن غَطَاها الحزن؟! من يغني لعيسنا في جرف الدروايش والحسا؟! ومن للإبل وهي تلوم الحاضر، والحاضر ما عاد؟!

أحمد يا وجع الصحراء، ويا لفحة الشمس وهي تتسلل من (إطويل إشهاق) لترسل شيئا من تاريخنا التليد…!

قل لي: إن الموت أكذوبة، وإننا لا نموت؛ لأننا أبناء الأرض!! قل لي: إن موعدنا ربيع الحسا؛ لنرقب الغياب من إطويل شهاق… هناك، حيث تختفي الشمس على جِباه الرجال!!

أحمد يا وجه التاريخ، ويا عقدة (الرَّتَم)، ويا سمير الليل، ويا مغير الجنوب، لا ترقد، فما زالت الأوطان بحاجة إليك….!

يا حادي العيس، إنَّ وجوه الرجال في جوف الصحراء لتحكي قصة فقدك، وإنَّ مَسَافح الحرائر ما عادت تقوى شيئا من إخفاء الحزن!!

قل لي _بربك_ من لليل الحسا كي يسامره؟! ومن للمتعبين في جنوب الفقر والحرمان، ومن للمتعبين في وطني، حين نخشى على أبناء جلدتنا؟!

ما كان لك أن تترك الحزن يغشى المتعبين والمتعبات في وطني…!!

يا حادي العيس، سقتك المُزن سقيا الجاهلية، وإني لأرى صمت الحجايا يُقَطِّع أكباد الإبل، وهم يرسلون فقدك؛ ليجوب الصحراء…!!

أحمد، يا حادي العيس، ويا فوح الهيل، كنا قد تواعدنا أن يكون إطويل إشهاق حكاية الماضي للحاضر! لكنها الأقدار، تجري بما لا يشتهي السَّفِن!

سنحكي للتاريخ حكاية الحِداء، وسنكتب سطرا على مدخل المدينة: ” إن حُمرة الأرض هي دماء أبنائها”

لمثلك تنوح النائحات، ولفقدك بكت الرجال، عليك شآبيب الرحمة والمغفرة أيها الململم ما تبقى من ميادين البطولة…!

سلام على قبرك إذا جرَّت الريح فوقه رمال الحسا…!

د. سالم الفقير #الجنوبي

31 آب 2019

مقالات ذات صلة