غزة تستعدّ لـ”جمعة الشباب الثائر” بـ”المنجنيق”

يستعدّ سكان قطاع غزة الفلسطيني للمشاركة في الجمعة الخامسة من “مسيرات العودة الكبرى”، والتي تحمل اسم “جمعة الشباب الثائر”. ومن المتوقع أن يتوافد عشرات الآلاف للمطالبة بحق العودة إلى أرضهم المحتلة عام 1948.
ودعت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، في بيان، إلى المشاركة الفاعلة في “جمعة الشباب”، ضمن الفعاليات على طول السلك الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة.
وأكّدت الهيئة “مواصلة المسيرات الشعبية ذات الطابع السلمي واستمرار فعاليات مخيم العودة والحشد الجماهيري الدائم في خيام الاعتصام”.
وقامت مجموعة من شباب القطاع يُعرفون باسم “وحدة المنجنيق” بتصنيع عدد من “المجانيق”، ووزّعوها على مخيّمات العودة المقامة على طول الشريط الحدودي الشرقي للقطاع مع المناطق المحتلة عام 1948؛ لاستخدامها في الجمعة الخامسة لمسيرة العودة الكبرى.
ونقل موقع “فلسطين” عن المتحدّث باسم المجموعة، والذي يعرّف نفسه باسم يوسف يوسف، أن هذه الجمعة ستشهد استعمال المنجنيق محليّ الصنع، والذي صُنع بأيدي الشباب الغزي خلال الفترة الماضية.
وأضاف: “المنجنيق هو آلة مصغّرة عن الآلة الحربية القديمة، ويستطيع بها الشباب أن يضرب حجارة أو قنابل مولوتوف”.
وتابع: “لن نستخدمها في إلقاء أسلحة خطيرة حتى لا نعطي أي مبرّر للاحتلال لاستهداف الشباب”.
وأكّد المتحدث: “نحن نبعد عن السياج الفاصل مسافة لا تقلّ عن 250 متراً، وفي كل مرة يسقط عدد من الشهداء، وهو ما دفعنا لابتكار أساليب جديدة لصنع المنجنيق ليرمي الحجارة من مسافة أبعد”.
وتم استخدام المنجنيق في الجمعة الأخيرة، حيث وصل الحجر المرميّ إلى مسافة 30 متراً بالقرب من جنود الاحتلال، المتحدث الذي أضاف: “انسحبنا بسبب كثافة الغاز والرصاص، وضعف غطاء دخان الكوشوك، إذ استهدف الجنود شباب وحدة المنجنيق بشكل مباشر”. وأوضح أن المسافة التي تصل إليها الحجارة التي يتم إلقاؤها باستخدام المنجنيق زادت بعد تطوير الآلة خلال الأيام القليلة الماضية، لافتاً إلى أن الشباب بدؤوا يتدرّبون على استعمال المنجنيق منذ منتصف الأسبوع الماضي. وأشار إلى أنه تم نشر عدد من آلات المنجنيق، وسيُستخدم في عدة أماكن، متوقعاً أن لها أثراً في المواجهة مع الاحتلال في المناطق الشرقية.
وعن فكرة الوحدات التي انتشرت؛ مثل “وحدة الطائرات الورقية”، و”وحدة مكافحة الغاز”، قال يوسف: “تبدأ الفكرة من شخص أو اثنين، ولكن عند التطبيق يتم تعميمها على الجميع، ويتم تداولها ودراستها ونشرها في مخيمات العودة الخمسة”.
وأضاف: إن “تجاوب الشباب في الميدان كبير، وهم يتواصلون معنا ليعرفوا أحدث ما اهتدينا إليه من أفكار، وهذا يعبّر عن ثبات الشباب الثائر”.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة أطلقت على الجمعة الماضية اسم “جمعة الشهداء والأسرى”، حيث استشهد خلالها 4 مواطنين وأُصيب المئات، بحسب إحصائيات وزارة الصحة بغزة، إثر استهداف قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي وقنابل الغاز شرقي القطاع.
وانطلقت مسيرات العودة الكبرى بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، في 30 مارس الماضي، ومن المقرر أن تستمرّ الفعاليات السلمية حتى الـ 15 من مايو القادم، حيث ذكرى “النكبة الفلسطينية”.
وارتفع عدد شهداء “مسيرات العودة الكبرى” إلى 41 شهيداً، بعد استشهاد الصحفي أحمد أبو حسين، في حين بلغ عدد الإصابات أكثر من 5500 حالة.

مقالات ذات صلة