وين صرت بابا .. أنا قدامك ، مش شايفتيني؟
حرير – تجلس بمريولها المدرسي وحدها خلفي في حافلة عائدة الى رام الله من مدرستها الاعدادية بالقدس.
منذ صعودها في شارع صلاح الدين إلى الحافلة وجوالها يرن كل خمس دقائق:
-أهلا بابا، لا لسه، بعدني عند مشفى العيون.
ثم يسود صمت قليل، يقطعه صوت الاب وهو يعاود السؤال:
– وين صرت بابا؟.
-هيني بابا لسه في بيت حنينا، في كثير زحمة.
-وين صرت بابا؟
– هيني بابا بعد حاجز قلنديا.
– وين صرت بابا؟
-هيني بابا في (ساميراميس).
وين صرت بابا؟
-هيني بابا في عند مخيم الأمعري.
-وين صرت بابا؟
-هيني بابا عند بلدية البيرة.
-وين صرت بابا؟.
-هيني وصلت بابا رام الله، وين أنت؟ .
ودون علم مني، خرج صوتي شاحبا متعبا وملهوفا وأنا أدير وجهي نحوها: أنا قدامك بابا مش شايفتيني؟.
من كتاب ( غارقون بالضحك).
زياد خداش