مراقبون وأولياء أمور: تصعيد (المعلمين) يضر بالطلبة

حرير _ في ظل تلويح نقابة المعلمين بـ «التأزيم»، في إشارة الى «إضراب» مع بداية العام الدراسي، بغية تحصيل رفع علاوة المهنة، يرى مراقبون واولياء امور أن على النقابة ضرورة تغليب المصلحة العليا واتباع منهجية الحوار والنقاش مع الاطراف المعنية في تحصيل الحقوق والمكتسبات المهنية، بعيدا عن اساليب من شأنها الإضرار بالطلبة والعملية التعليمية.

التهديد بالتصعيد من قبل نقابة المعلمين يقابله ابواب مفتوحة من قبل الحكومة ومجلس الامة، ما يجعل الغاية من التصعيد لا تصب في المصلحة العامة، الى حد ان البعض يفسرها بأنها «بحث عن شعبيات» على حساب مصلحة الطلبة، وهو «أمر مرفوض» على حد وصفهم.

وعبر اولياء امور طلبة عن رفضهم لسياسة النقابة باستغلال ابنائهم الطلبة والتأثير على تعليمهم في إطار البحث عن مطالب، لافتين الى أن هنالك اساليب وقنوات أخرى على النقابة اتباعها للمطالبة بالعلاوة، لا أن يكون على مصلحة الوطن وابنائه.

وكشف رئيس لجنة التربية النيابية في مجلس الاعيان الدكتور وجيه عويس، عن اجتماع مزمع عقده الثلاثاء المقبل مع نقابة المعلمين لبحث مطالب المعلمين المتمثلة برفع علاوة المهنة الى 50%.

واضاف عويس في تصريح لـ الراي، ان اللجنة منفتحة للحوار مع اعضاء النقابة لتدارس مطالبهم بشكل يلبي طموحهم ويحقق العدالة للجميع.

ورفض عويس فكرة الاضراب الذي تلوح نقابة المعلمين به بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد 2020 لانعكاسه السلبي على العملية التربوية والتعليمية.

واكد عويس، ان «المعلم يستحق الافضل»، الا ان هذه الزيادة يجب ان تكون مبنية على معيار الانجاز المقدم من قبل المعلم وتوضع وفق اطر واقعية ومنطقية تراعي الواقع الاقتصادي للبلاد.

وقال المحلل السياسي الدكتور بدر الماضي «ان اللجوء الى الاضراب يجب أن يكون في وقت لا يضر بالمصلحة العامة، إلا أن إعلان النقابة بالتصعيد مع بداية ايلول بالتزامن مع موعد بدء العام الدراسي الجديد، سيمس ضرره شريحة كبيرة من المواطنين ويعطل مسيرة الحياة الاجتماعية والتعليمية في البلاد».

ودعا الماضي، الى عدم الاتجار بقضية الاضراب لما لها من اضرار وتبعات على الاقتصاد الوطني والعملية الاكاديمية والتعليمية وسمعة التعليم في الاردن.

واضاف الماضي «يجب أن يكون العمل ممنهجا ضمن اطر وآفاق مدروسة، وفتح باب الحوار والنقاش وتبادل مناقشة الاسباب الموجبة للزيادة المطلوبة».

وبحسب الماضي، فيجب الاخذ بالاعتبار الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاردن، مشيرا الى ان المعلمين هم الاقدر على تقييم الواقع، والعمل على تغليب المصلحة الوطنية.

واوضح الماضي انه بامكان النقابة، التي تمثل شريحة المعلمين بمد جسور من التواصل عبر الحوار بين الاطراف المعنية، لكون عملية الاضراب ستضر بشكل كبير في تعكير الصفو العام في ظل مساعي الكثيرين للتكسب من خلال هذه المواقف التي ستعكس اتجاه البوصلة وصولا لاغراض شخصية.

واكد الماضي ضرورة اتباع سياسة الابواب المفتوحة التي تعد بادرة ايجابية للحصول على المطالب في اي قطاع كان.

في حين طالب اولياء امور، ان لا تساوم نقابة المعلمين لتحقيق مصالحها من خلال الاضرار بمستقبل ابنائهم، لافتين الى أن المعلم يجب أن يكون قدوة لطلابه في اعتماد لغة الحوار لتحصيل الحقوق، لا اللجوء الى «التأزيم» لتحقيق المطالب.

ويستغرب اولياء امور، ان تهدد نقابة المعلمين بالاضراب، نظرا لمخاطر هذه الخطوة، التي من شأنها الاضرار بالطلبة وامنهم، إذ أن مثل هذه الخطوة سيكون لها انعكاسات سلبية كبيرة على الجميع.

وابدى اولياء امور تخوفهم من تصعيد نقابة المعلمين، في حال وصل الى الاضراب، كونه سيؤدي الى حرمان ابنائهم من الالتحاق بالمدارس ويربك حياتهم الاسرية.

ويأتي تصعيد النقابة في ظل اقبال اولياء الامور على التجهيز لبدء العام الدراسي الجديد، واستقبال المدارس لهم ضمن بيئة ومنظومة تعليمية سلمية.

وعلمت الرأي من مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم، عن توجه نحو 200 الف طالب وطالبة للتسجيل في المدارس للصف الاول الاساسي، الامر الذي يتطلب بيئة محفزة وآمنة لاستقبال هؤلاء الطلبة ضمن اجواء تشجعهم على الانخراط في البيئة المدرسية.

وكانت نقابة المعلمين قالت في بيان صحفي سابق، أنها لن تساوم على حقوق المعلمين وأن كل ما يتعلق بعلاوة الـ 50% غير قابل للتراجع عنه، ملوحة بالتصعيد بداية ايلول المقبل بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.

مقالات ذات صلة